امتيازات كثيرة لأردوغان رجحت كفته في الانتخابات

منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعلن أن الرئيس التركي وحزبه الحاكم نالا امتيازات كثيرة بما في ذلك في وسائل الإعلام، والمعارضة لم تحصل على فرص متساوية في الانتخابات.
قيود على الحريات الأساسية كان لها تأثير على الانتخابات
ولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات يتمتع فيها اردوغان بسلطات واسعة

أنقرة - قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاثنين إن أحزاب المعارضة في تركيا لم تحصل على فرص متساوية في الحملات الانتخابية وإن الرئيس الحالي وحزبه الحاكم نالا امتيازات كثيرة بما في ذلك في وسائل الإعلام.

وقال إجناسيو سانتشيث أمور رئيس بعثة المنظمة لمراقبة الانتخابات في تركيا "ما شهدناه من قيود على الحريات الأساسية كان له تأثير على هذه الانتخابات. آمل أن ترفع تركيا هذه القيود في أقرب وقت ممكن".

لكن المراقبين أشادوا بالإقبال الكبير من المواطنين الأتراك على الانتخابات قائلين إن ذلك أظهر التزامهم بالديمقراطية. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التي جرت الاحد 87 في المئة.

وخقق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نصرا كبيرا الاثنين بعد فوزه من الدورة الأولى من الانتخابات بولاية جديدة بسلطات معززة، في وجه معارضة نشطة أقرت بهزيمتها منددة بحملة غير عادلة.

وبعد فوزه على معارضة شرسة في الانتخابات العامة التي جرت الأحد، ألقى إردوغان منذ ساعات الصباح الأولى الاثنين خطاب نصر رمزيا من شرفة مقر حزبه "حزب العدالة والتنمية" في أنقرة.

وقال متوجها غلى آلاف الأنصار الذين هتفوا اسمه ملوحين بأعلام "تركيا أعطت العالم درسا في الديموقرطية".

ونجح إردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 كرئيس للوزراء أولا ثم اعتبارا من 2014 كرئيس، في فرض نفسه كالزعيم التركي الأكثر شعبية غير أنه الأكثر إثارة للاستقطاب في العقود الأخيرة.

سلطات واسعة

وسيتسلم إردوغان الذي يتهمه معارضوه بالتسلط، ولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات يتمتع فيها بسلطات وسعها بموجب تعديل دستوري أقر العام الماضي في استفتاء.

وقال إردوغان في كلمته إنه سيعمل "سريعا" على إقرار النظام الرئاسي الجديد الذي نص عليه الإصلاح الدستوري.

وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية العليا سادي غوفن ليل الأحد الاثنين أن إردوغان حصل بحسب النتائج المؤقتة على الغالبية المطلقة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، ما يعني فوزه من الدورة الأولى.

واقر خصمه الرئيسي الاجتماعي الديموقراطي محرم إينجه بهزيمته الاثنين داعيا الرئيس إلى أن يمثل "جميع" الأتراك. ورأى إينجه في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أن تركيا انتقلت إلى "نظام متسلط" مع دخول التعديل الدستوري حيز التنفيذ.

صلاحيات جديدة

وأوردت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن اردوغان حل في المقدمة بحصوله على 52,5 في المئة بعد فرز أكثر من 99 في المئة من صناديق الاقتراع، مشيرة إلى نسبة مشاركة بحوالى 88 بالمائة.

أما في الانتخابات التشريعية، فحصل التحالف الذي يقوده "حزب العدالة والتنمية" بزعامة اردوغان على 53.6 بالمائة في الانتخابات التشريعية، بحسب النتائج الجزئية ذاتها، مستندة بصورة خاصة على أداء غير متوقع لشريكه الأقلي "حزب الحركة القومية" (11 بالمائة).

وفرض اردوغان نفسه كأقوى قيادي منذ عهد مؤسس الجمهورية التركية كمال اتاتورك. وتمكن من إحداث تحول في تركيا بواسطة مشاريع بنى تحتية عملاقة وجعل من أنقرة لاعبا دبلوماسيا أساسيا.

لكن معارضيه يتهمون اردوغان البالغ من العمر 64 عاما بالميول الاستبدادية وخصوصا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو 2016 وما تلاها من حملات تطهير مكثفة طالت المعارضة والقضاء والصحافيين وأثارت قلق الأوروبيين. ومع دخول التعديل الدستوري حيز التنفيذ، فقد يبقى إردوغان في السلطة حتى 2023 وربما إلى ما بعد ذلك.