انتصارات نادرة لحركة 'انا أيضا' في بوليوود

نجمات في السينما الهندية يعانين من تراجع مسيرتهن المهنية بعد كشفهن عن تعرضهن للتحرش في المقابل أسماء بارزة متهمة بالاعتداء الجنسي تعود الى دائرة الضوء والشهرة.

نيودلهي – بعد سنة على انتقال عدوى حركة #مي_تو إلى بوليوود في الهند مع اتهام ممثلات ومغنيات رجالا من هذه الأوساط بالتحرش الجنسي، تفيد كثيرات منهن أن مسيرتهن تأثرت سلبا بما كشفن من معلومات في حين أن المتحرشين المفترضين عادوا إلى دائرة الضوء.
في الولايات المتحدة، ساهمت حركة #مي_تو الناجحة في سقوط أصحاب نفوذ كبار من أمثال المنتج هارفي واينستين والممثل كيفن سبايسي والمخرج والمنتج بريت راتنر. وأشيد بالضحايا وبشجاعتهن على فضح ما حصل فيما جمعت ملايين الدولارات لدعم قضاياهن.
في المقابل واجهت النساء في بوليوود عواقب جمة جراء ذلك على ما يفيد ناشطون.
فعندما اتهمت المغنية سونا موهارباترا المؤلف الموسيقي أنومالك بسوء السلوك الجنسي، طُلب منها الانسحاب من لجنة تحكيم برنامج المواهب التلفزيوني "سا ري غا ما با".
وقالت موهاباترا الشهر الماضي "اعتُبرت مشاغبة وطُلب مني المغادرة بين ليلة وضحاها". ورفض تلفزيون "زي تي في" المنتج للبرنامج ادعاءاتها وأكد أن انسحابها "لا علاقة له" بحركة #مي_تو.
واضطرت موجة الاستنكار مالك الذي رفعت في حقه شكوى بتهمة الإساءة الجنسية في التسعينات، إلى الانسحاب العام الماضي من لجنة تحكيم برنامج "إنديان آيدول" من إنتاج "سوني تي في".
إلا انه عاد إلى اللجنة لاحقا. لكن بعد هجوم مضاد للحركات الناشطة، أعلن انسحابه للمرة الثانية الأسبوع الماضي بعدما أكد على أن الإدعاءات "خاطئة وغير مثبتة".
وشكل ذلك انتصارا نادر الحدوث لحركة #مي_تو في بوليوود حيث الكثير من الأسماء البارزة المتهمة بالتحرش أو حتى الاغتصاب أنعشت مسيرتها بعد الابتعاد عن الأضواء لأشهر قليلة.
فالمخرج فيكاس بال الذي حذف اسمه عن فيلم "سوبر 30" الشهير بعد شكوى بسوء السلوك الجنسي، عاد اسمه ليظهر بعدما برأته لجنة داخلية لم تستمع إلى الضحية على ما قيل.

واسقط السينمائي سوباش كابور الذي يحاكم بتهمة الانتهاك الجنسي من فيلم من انتاج عمير خان أحد اكبر نجوم بوليوود. إلا أن النجم الكبير تراجع عن قراره مؤكدا ان القضاء وحده كفيل بالبت بذنبه من عدمه في مسار قد يستغرق سنوات في إطار نظام الهند القضائي المثقل بالملفات.
أما الممثل المخضرم ألوك نات الخاضع لتحقيق بتهمة الاغتصاب، فقد رفع شكوى قدح وذم في حق المشتكية. وسيصدر له قريبا فيلم "ماين بي" (مي_تو) يلعب فيه دور قاض يرئس قضايا تحرش جنسي.
وقالت المغنية شويتا بانديت التي كانت في الخامسة عشرة عندما طلب منها مالك الذي كان يومها في الأربعين، على ما تدعي، أن تقبله في مقابل حصولها على عمل.
وأكدت بانديت وهي مغنية كلاسيكية في الأساس أن الحادث الذي جرى في العام 2001 جعلها تتقوقع على نفسها وتعيش منعزلة.
وأوضحت "لم أعد أثق بالناس وكان الغناء الطريقة الوحيدة للتعبير عن نفسي".
ولم تناقش الموضوع أبدا إلى حين أيقظتها حملة #مي_تو على ضرورة الكلام العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، واجهت مضايقات عبر الانترنت وعواقب سلبية.
وأكدت "بعض الرجال يقولون + في حال استعنا بها فهي قد تقول شيئا فمن الأفضل ان نتوخى الحذر+ فبعض الأشخاص يعتبرون أن المرأة عندما تتكلم تسبب المشاكل".

وقالت أنوشا خان التي تشرف على ورشات عمل ضد التحرش الجنسي في أوساط الترفيه "بولييوود لا تزال تجهد لمواجهة حقيقة وجود هذه المشكلة".
وأضافت "نظام حماية المرتكبين قوي جدا".
ونتيجة لذلك، تمكن الكثير من الرجال المتهمين من انعاش مسيرتهم بسهولة نسبية على ما أكدت واصفة الوضع بأنه "إعادة تأهيل من دون ندم".
حتى القضية التي تعتبر أنها اطلقت حركة #مي_تو في الهند، تواجه عقبات.
فقد اتهمت الممثلة تانشري دوتا في البداية نجم بوليوود نانا باتيكار بملامستها بطريقة غير مناسبة خلال تصوير أغنية في 2008 عندما كانت في الرابعة والعشرين وكان هو في سن السابعة والخمسين.
وقالت ملكة جمال الهند السابقة أن الحادث أدى إلى انهاء مسيرتها. وقد رفضت الشرطة تدوين شكواها بتهمة التحرش حتى.
وأكدت "خسرت أصدقاء وفرص عمل وعرفت مراحل من الاكتئاب"
وأوضحت "عندما تحرم من العمل تشعر أن لا سبب يدفع إلى النهوض أحيانا".
وجددت دوتا هذه الادعاءات في مقابلة بعد عقد من ذلك ما أثار موجة تعاطف من نساء عبر الهند.
ووافقت الشرطة على قبول شكواها العائدة للعام 2008 إلا انها حفظت الملف في حزيران/يونيو لعدم كفاية الدليل على ما خلصت.
واتهمت دوتا الشرطة بتقويض التحقيق عمدا.
واكدت دوتا التي تنوي استئناف قرار الشرطة أن حركة #مي_تو ليست سوى البداية.
وقالت "لم أقصد في البداية أن أكون ثورية. لكنهم قضوا على مسيرتي في السابق وليس لدي ما أخسره. وأنا لن اتراجع".