انتهاكات إسرائيلية متواصلة في سوريا رغم المفاوضات غير المباشرة

الجيش الإسرائيلي يشن غارات جديدة على سوريا حيث استولى على أسلحة ودمر أخرى في أحدث انتهاك لسيادة البلد العربي.

دمشق - تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية بوتيرة متصاعدة، وسط شبه صمت رسمي من دمشق، رغم الكشف مؤخراً عن مفاوضات غير مباشرة تجريها القيادة السورية الجديدة مع الجانب الإسرائيلي بهدف تهدئة الأوضاع. آخر تلك الهجمات جاءت عبر غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من سوريا، ما يفاقم حالة التوتر على الحدود ويهدد استقرار البلاد والمنطقة برمتها.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن "قوات الفرقة 210 تواصل عملياتها في جنوب سوريا لتدمير ما وصفه بالبنى التحتية الإرهابية"، مضيفًا أن لواء الجبال 810 عثر على "وسائل قتالية"، شملت قذائف صاروخية وألغامًا. ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بذلك، بل نفّذ غارات جديدة على منطقة اللاذقية شمال غرب البلاد، استهدفت – بحسب زعمه – صواريخ أرض-بحر وصواريخ أرض-جو قال إنها تشكل تهديدًا للملاحة الإسرائيلية والدولية.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد أواخر عام 2024، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في الداخل السوري، واستهدفت مواقع يقال إنها تابعة للجيش السوري أو لحلفائه، في تحرك اعتبره مراقبون محاولة لفرض أمر واقع جديد في الجولان ومحيطه. وبالفعل، استغلت إسرائيل الفوضى التي أعقبت سقوط النظام السابق، وبسطت سيطرتها على المنطقة السورية العازلة، مُعلنةً عمليًا انتهاء اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين الجانبين عام 1974.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت حساس، حيث كشف الرئيس أحمد الشرع، في تصريح أدلى به في 7 مايو/أيار الماضي، عن وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء دوليين. وأكد أن بلاده منفتحة على الحوار، لكنه شدد على ضرورة أن "تتوقف إسرائيل عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري"، واصفًا هذه الأفعال بأنها تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورغم الجهود الدبلوماسية، يبدو أن إسرائيل ماضية في استراتيجيتها العسكرية التوسعية. فهي تحتل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان، وترفض حتى اليوم الانسحاب منها أو من باقي الأراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان، كما ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى مستقبل سوريا معلقًا بين مسارين: تصعيد عسكري قد يفتح الأبواب أمام مواجهة شاملة، أو تهدئة حقيقية تتطلب إرادة سياسية دولية، والتزامًا من تل أبيب باحترام سيادة جيرانها، وهو ما لا يبدو متاحًا في المدى القريب مع استمرار الغارات ومشاريع التوسع العسكري الإسرائيلي.