انتهت مفاوضات فيينا ولا تفاوض على النص النهائي
طهران - بعد أربعة أيام من المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا، أكد مصدر دبلوماسي أوروبي الاثنين أن الاتحاد الذي يتولى تنسيق المفاوضات، طرح "نصا نهائيا" على الأطراف المعنية، مؤكدا للصحافيين أن النص بات "أمام كبار المندوبين.. انتهت المفاوضات وهذا هو النص النهائي.. ولن يعاد التفاوض عليه".
وفي المقابل أكدت إيران الاثنين أن "النص النهائي" الذي أعلن الاتحاد الأوروبي طرحه في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، لا يزال قيد المراجعة من قبلها وستقدم "آراء إضافية" بشأنه، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، فيما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة مستعدة "لإبرام اتفاق على وجه السرعة" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني على أساس المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث الذي طلب عدم نشر اسمه، إن طهران قالت مرارا إنها مستعدة للعودة إلى التنفيذ المتبادل لبنود الاتفاق، مضيفا "دعونا نرى ما إذا كانت أفعالهم تتطابق مع أقوالهم".
وتفتح هذه التطورات الباب أمام خيارين لا ثالث لهما إما قبول إيران بالنص أو رفضه وهو ما يعني عمليا انهيار جهود إحياء الاتفاق النووي، حيث أن الجانب الإيراني يتمسك بتقديم اضافات على النص بينما يقول الاتحاد الأوروبي إنه "نهائي ولن يعاد التفاوض عليه".
واستؤنفت الأسبوع الماضي في فيينا، المباحثات الهادفة لإحياء اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه في 2018، بعد تعليقها لأشهر في ظل تباينات بين الطرفين الأساسيين طهران وواشنطن.
وبعيد ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران أبلغت الدبلوماسي الأوروبي انريكي مورا الذي يتولى تنسيق المباحثات "ردنا الأولي" على النص المقترح، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.
وأضاف المصدر الذي لم يكشف اسمه "هذه البنود تحتاج إلى دراسة شاملة وسننقل آراءنا الإضافية واعتباراتنا إلى المنسق والأطراف الأخرى".
وأتاح الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبرى عام 2015، رفع عقوبات عن طهران في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل/نيسان 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
وأجرت واشنطن وطهران في أواخر يونيو/حزيران، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.
وخلال الجولة الراهنة، أكدت طهران ضرورة أن تنهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، القضية المفتوحة بشأن العثور في مراحل سابقة على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأحد "نعتقد أن على الوكالة الدولية حل مسائل الضمانات المتبقية بالكامل عبر اعتماد مسار تقني والنأي بنفسها عن المسائل المنحرفة سياسيا وغير البنّاءة".
وكانت الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، حضت إيران الجمعة على "عدم التقدم بطلبات غير واقعية" في المباحثات، مشددة على أن مسألة المواقع غير المعلنة لا ترتبط بالاتفاق، ويجب حلّها بين طهران والوكالة الدولية.
وأكد المصدر الإيراني الاثنين أنه خلال الأيام الماضية "تبادلنا مواقفنا مع الأطراف الأخرى وبحثنا عددا من مقترحاتنا وتم إحراز تقدم نسبي في بعض القضايا"، مشددا على أن "المبدأ الأساسي لنا في المفاوضات هو ضمان حقوق ومصالح" الجمهورية الإسلامية.
وشدد على أن الفريق المفاوض ركز على "تأمين المصالح الاقتصادية لإيران وتقديم الضمانات لها بشأن التنفيذ المستدام للالتزامات من قبل الجانب الآخر ومنع تكرار السلوك غير القانوني للولايات المتحدة".