انهاء مهمة البعثة الأممية للتحقيق في جرائم داعش يثير مخاوف الإيزيديين

نائب إيزيدي في البرلمان العراقي يعتبر أن إنهاء مهمة الفريق قبل إكمال التحقيقات، يمثل أكبر ضربة لقضية "الإبادة الجماعية".

بغداد - أثار قرار إنهاء مهمة فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' في العراق 'يونيتاد' استياء في صفوف الإيزيديين في العراق، لا سيما وأن هذه الخطوة تأتي قبل اكتمال التحقيقات، معبرين عن مخاوفهم من ضياع قضية "الإبادة الجماعية".  

وأفاد موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي بأن النائب الإيزيدي في البرلمان العراقي محما خليل ناشد اليوم الجمعة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتمديد أعمال يونيتاد، مشيرا إلى أن "إنهاء مهمة الفريق قبل اكماله التحقيقات، يمثل أكبر ضربة لقضية المكون الايزيدي وضياع ملف إبادته عالميا".

وأوضح أن "إنهاء عمل فريق التحقيق الدولي الخاص بجرائم داعش قبل إكمال تحقيقاته أو فتح شفرات مقاتلي التنظيم والمتعاونين معهم يأتي بسبب توتر العلاقة بين العراق والأمم المتحدة"، معبرا عن آماله في "وضع حد لهذه الخلافات وتمديد عمل الفريق".

وتابع أن "الفريق لديه بنك متكامل من المعلومات"، لافتا إلى أن "تمديد عمله سيساعد الحكومة العراقية ويوفر لها وثائق هامة تستخدمها في المحاكم الدولية ضد الدول والمنظمات التي كانت وراء دخول تغلغل داعش في العراق".

وشدد على أهمية التمديد لليونيتاد وإكمال التحقيق إلى حين عودة النازحين الإيزيديين وتحقيق العدالية وجبر الخواطر وغلق ملف العودة وحسم مصير المغيبين الذين يتجاوز عددهم 2500 شخصا بالإضافة إلى فتح المقابر الجماعية.

وأوضح أنه "من بين المعلومات التي يملكها الفريق هي الدول التي ينتمي إليها الدواعش الذين وفدوا إلى العراق وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بحق الإيزيديين وبقية مكونات الشعب العراقي وكذلك مصير المفقودين".

كما أكد على ضرورة أن "تطالب الحكومة هذه الدول بالتعويضات عن كل الجرائم التي ارتكبها مقاتلو التنظيم المتطرف في سنجار وسبايكر".

وأعلن الفريق الأممي الأربعاء أنه "اضطر إلى إنهاء عمله مبكرا قبل استكمال التحقيقات بعد توتر علاقته مع الحكومة العراقية".

وتأسس فريق التحقيق بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379 لسنة 2017 وكان الهدف منه "تعزيز جهود المساءلة عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة من جانب تنظيم داعش".

وقال ريتشر إن يونيتاد رئيس البعثة أن الفريق تشكل لمساعدة العراق على محاسبة أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية على الجرائم الدولية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مستدركا أن "العراق لم يصدر تشريعا يسمح بحدوث ذلك داخل البلاد مما ترك فريق التحقيق في حالة ترقب".
وبعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 واحتلاله مناطق شاسعة في سوريا والعراق بثلاث سنوات أعلن العراق عام 2017 الانتصار على التنظيم الذي فقد آخر معاقله في سوريا في عام 2019، لكن لا يزال استخراج جثث من مقابر جماعية في سنجار مستمرا، فيما قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المفقودين بأكثر من 2700 شخص.

وفي أغسطس/آب 2014 اجتاح "داعش" جبل سنجار في شمال العراق حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية وقتل مقاتلوه آلافا منهم وسبوا نساءهم وجنّدوا أطفالهم.

واعتبرت الحكومة البريطانية في أغسطس/آدب 2023 أن الممارسات التي ارتكبها تنظيم داعش في حق الأيزيديين عام 2014 في العراق تشكل "إبادة جماعية".