ايران تراهن على "مشيئة الله" في إحياء الاتفاق النووي

زيارة حاسمة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران مع وصول مفاوضات فيينا الى أيامها الأخيرة.
الرئيس الايراني يعلق اماله على الله والشعب
منظمة الطاقة الذرية الايرانية: بمشيئة الله سنتفاهم مع غروسي

لندن - قال مسؤولون ايرانيون انهم يعولون على "مشيئة الله" في إحياء الاتفاق النووي في حين  يجري المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي محادثات مع في طهران السبت في أجواء من التفاؤل الحذر بإمكانية التوصل إلى تفاهم.

وتهدف المفاوضات الجارية في فيينا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق المبرم في 2015 ودفع إيران إلى احترام تعهداتها مجددا.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت متأخر من يوم الجمعة إنه يعلق أماله على الله وعلى الشعب الإيراني وليس على أي "معجزة اقتصادية" من المحادثات التي تجري في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.

وأضاف رئيسي في تصريحات نقلها التلفزيون "فيما يتعلق بالمحادثات، نسعى وسوف نواصل العمل من أجل رفع العقوبات والأهم تحييدها".

من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي السبت إنه "بمشيئة الله" سيكون هناك تفاهم مع غروسي لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين لتسوية القضايا المتبقية في المحادثات النووية.

وأضاف كمالوندي للتلفزيون الرسمي "من المتوقع أن تتم مراجعة القضايا العامة بيننا وبين الوكالة بخصوص كيفية متابعة مختلف المسائل في المستقبل.. بمشيئة الله سيكون هناك تفاهم".

وقال إن غروسي سيلتقي أيضا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قبل العودة إلى فيينا بعد ظهر السبت.

وكان غروسي وصل مساء الجمعة إلى العاصمة الإيرانية في زيارة تأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق الموقع في 2015.

ويفترض أن يسمح هذا الاتفاق الذي وقعته إيران مع ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وتأتي زيارة غروسي بعد تأكيده الأربعاء أن الوكالة "لن تتخلى أبدا" عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها.

وتؤكد الجمهورية الإسلامية من جهتها أن انجاز تفاهم في مباحثات فيينا لن يتحقق ما لم يتم اغلاق هذا الملف الذي تضعه في إطار "مزاعم سياسية".

وكان هذا الاتفاق سمح برفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها في ظل برنامج رقابة من الوكالة يعد من الأكثر صرامة.

لكن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 في عهد إدارة دونالد ترامب وأعادت فرض العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني. وردا على هذه الخطوة، تراجعت طهران تدريجيا عن غالبية التزاماتها النووية، خصوصا تخصيب اليورانيوم الى مستويات تفوق بشكل كبير السقف المحدد في الاتفاق.

وتشارك المانيا وفرنسا وبريطانيا إلى جانب روسيا والصين منذ أشهر في محادثات فيينا التي تجرى بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة.

وقالت الدول الثلاث الخميس أن "اتفاق محتملا" بات "وشيكاً"، داعية إلى حل القضايا العالقة "بسرعة".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه "مستعد للذهاب الى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمر المتبقية، بما في ذلك الضمانات الاقتصادية الفاعلة". لكنه لم يوضح ما هي هذه الضمانات أو "الخطوط الحمر".

ويعتبر الغربيون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لأنهم يعتقدون أن وتيرة التقدم النووي لإيران ستؤدي إلى تقادم الاتفاق قريبا. وأكدت فرنسا أن إبرام اتفاق "هذا الأسبوع" أمر "ملح".

ويرى مراقبون أن الغربيين قد يغادرون المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في نهاية هذا ألأسبوع.