باريس تطلق ثورة في مجال النقل عمادها الدراجات

بلدية العاصمة الفرنسية تعلن عن خطة لجعل المدينة 'قابلة 100% لاستخدام الدراجات الهوائية'، تشمل إنشاء ممرات للدراجات وتوفير أماكن آمنة لركنها وإقامة منطقة ذات حركة مرورية محدودة.
180 كيلومتراً من مسارات الدراجات الآمنة و390 كيلومتراً من المسارات ذات الاتجاهين للدراجات
حملة تهدف إلى تدريب جميع الأطفال الباريسيين على ركوب الدراجة

باريس - أعلنت بلدية باريس الخميس خطة خمسية تمتد من سنة 2021 إلى 2026 لجعل العاصمة الفرنسية مدينة "قابلة 100% لاستخدام الدراجات الهوائية"، تشمل إنشاء ممرات للدراجات، وتوفير أماكن آمنة لركنها، وإقامة منطقة ذات حركة مرورية محدودة في وسط العاصمة الفرنسية.

وقال الخبير البيئي المسؤول عن تحويل الفضاء العام الباريسي في البلدية دافيد بيليار إن باريس "بدات ثورتها في مجال النقل" من خلال الخطة السابقة التي خصصت لها موازنة قدرها 150 مليون يورو، وركزت على "زيادة الاستخدامات"، أما الخطة الجديدة فتهدف إلى جعلها مدينة "قابلة 100% لاستخدام الدراجات الهوائية"، على ما قال.

وأوضحت البلدية في بيان أن مسافة شبكة الدراجات الهوائية في العاصمة ستشمل 180 كيلومتراً من مسارات الدراجات الآمنة بحلول سنة 2026، و390 كيلومتراً من المسارات ذات الاتجاهين للدراجات، بحسب الخطة التي سيبلغ مجموع المبالغ المستثمرة لتنفيذها 250 مليون يورو.

وتلحظ الخطة إقامة منطقة مرور محدودة الحركة في وسط باريس، تخلو كلياً من الترانزيت أو المرور نحو وجهات أخرى، وتخفض حركة مرور السيارات فيها إلى النصف.

كذلك ستطلق حملة تهدف إلى تدريب جميع الأطفال الباريسيين ليس فقط على ركوب الدراجة، ولكن أيضاً على قواعد استخدام الأماكن العامة.

بدات ثورتها في مجال النقل

وأدت الأزمة الصحية إلى زيادة كبيرة في عدد مستخدمي الدراجات يومياً في باريس، على غرار ما حصل في سواها من المدن الكبرى، ولكن من غير السهل تعايش المركبات ذات العجلتين مع المشاة والسيارات.

وظلت باريس لعدة سنوات من المجتمعات الحضرية التي تعاني من تلوث الهواء المفرط، واعلنت المدينة مؤخرا ايضا عن رغبتها في تحسين المناخ في المدينة من خلال زراعة 170 ألف شجرة جديدة.

وتهدف هذه الخطوة إلى مكافحة تغير المناخ، حيث تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتحسن جودة الهواء وتسهم في تبريد المدينة خلال موجات الحر في الصيف. بالإضافة إلى أن الأشجار تعد حاجزا طبيعا للضوضاء والتلوث البصري، وهو ما يعزز صحة الباريسيين ويقلل التوتر.

وتعد باريس تعد واحدة من أكثر العواصم ثراء بالأشجار. وهناك نحو 200 ألف شجرة في المدينة نفسها، فضلا عن 300 ألف شجرة إضافية في
غابتي بولونيا وفانسن.

وفي عام 2020، رصدت الحكومة البريطانية 250 مليون جنيه إسترليني (327 مليون دولار) لتكييف النقل مع متطلبات الوباء، خصص قسم منها لإنشاء مسارات جديدة للدراجات الهوائية وتوسيع تلك القائمة الحالية.

في الوقت نفسه، أعلنت بروكسل وبرلين وروما وبرشلونة إنشاء عشرات الكيلومترات من الممرات الإضافية المخصصة للدراجات الهوائية.