باريس تقطع على دمشق طريق تطوير الأسلحة الكيماوية

فرنسا تجمد أصول ثلاثة أفراد وتسع شركات يشتبه بضلوعها في تطوير أسلحة كيماوية في سوريا.
تعقب شبكات يشتبه في مساعدتها المركز السوري للبحوث والدراسات العلمية.
بوتين والاسد يتفقان على تسريع العملية السياسية التي

باريس - قالت فرنسا الجمعة إنها جمدت أصول ثلاثة أفراد وتسع شركات يشتبه بضلوعها في تطوير أسلحة كيماوية في سوريا.

وفي بيان مشترك قال وزير المالية برونو لو مير ووزير الخارجية جان إيف لو دريان إن الخطوة تهدف إلى تعقب شبكات يشتبه في مساعدتها المركز السوري للبحوث والدراسات العلمية.

وتتهم الولايات المتحدة ودول أخرى المركز بالمساعدة في تطوير أسلحة كيماوية لصالح حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقال البيان "تم استهداف ثلاثة أفراد وتسع شركات لدورهم في الأبحاث أو الحصول على مواد لتطوير أسلحة كيماوية وباليستية لهذا البلد". ولم يكشف البيان عن هويات الأفراد والشركات.

العملية السياسية

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحليفه السوري بشار الاسد، خلال لقاء نادر الخميس في روسيا، ان الوقت حان لتسريع العملية السياسية التي يُفترض ان تقلب صفحة سبع سنوات من النزاع في سوريا من اجل الانتقال الى اعادة الاعمار وسحب القوات الاجنبية المنخرطة في سوريا.

وهذا اللقاء هو الاول بين الرئيس الروسي ونظيره السوري منذ اللقاء المقتضب في كانون الاول/ديسمبر في القاعدة الروسية في حميميم بسوريا والذي اعلن بوتين على اثره سحب جزء من الوحدات العسكرية الروسية الموجودة في البلاد.

وكان الزعيمان التقيا ايضا في تشرين الثاني/نوفمبر في سوتشي البلدة الساحلية على البحر الاسود في جنوب غرب روسيا حيث يمتلك الرئيس الروسي منزلا.

وكما حصل في تشرين الثاني/نوفمبر، عقد اجتماع الخميس بشكل سري. وبث التلفزيون الروسي مساء الخميس مقتطفات قصيرة من اللقاء بين الرجلين اللذين شددا على النجاحات العسكرية للنظام السوري المدعوم من الجيش الروسي.

ويبدو ان هذا الاجتماع يعزز موقف الرئيس السوري الذي يعاديه الغربيون، في وقت يستعد بوتين لاستقبال المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاسبوع المقبل.

وهنأ بوتين الرئيس السوري على "نجاحات جيش الحكومة السورية في مكافحة الجماعات الإرهابية" ما اتاح "تهيئة ظروف جديدة لاستئناف العملية السياسية على نطاق واسع" بحسب بيان صادر عن الكرملين.

غياب العقاب يغذي الجرائم
غياب العقاب يغذي الجرائم

والتدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في ايلول/سبتمبر 2015 سمح للجيش السوري باستعادة غالبية الاراضي التي كان تنظيم الدولة الاسلامية قد سيطر عليها، كما تاح له اضعاف فصائل المعارضة المسلحة وطردها من مدينة حلب ومن احياء الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتبذل روسيا جهودا لاستثمار هذه الانتصارات في حل سياسي للنزاع، فكثفت اللقاءات في استانا عاصمة كازاخستان ودعت المعارضة السورية الى سوتشي من دون ان يتكلل ذلك بالنجاح.

وقال بوتين ان "الارهابيين القوا سلاحهم في النقاط المحورية بسوريا ما اتاح اعادة اعمار بنيتها التحتية وابعادهم عن العاصمة السورية والقضاء على وجودهم هناك عمليا".

وتابع الرئيس الروسي انه "مع بدء المرحلة النشطة من العملية السياسية، ستنسحب القوات المسلحة الاجنبية من الاراضي السورية"، من دون ان يحدد هوية تلك القوات.

"استقرار"

واضاف بوتين ان "المهمة التالية تكمن بالتأكيد في انعاش الاقتصاد وتقديم المساعدات الانسانية". وقال الاسد من جهته إن "مساحة الارهابيين في سوريا اصبحت اصغر بكثير (...) وهذا يعني المزيد من الاستقرار وهذا الاستقرار هو باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات".

واضاف "لدينا الكثير من الحماسة لهذه العملية لأنها ضرورية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، ونعرف بأن هذا الموضوع لن يكون سهلا لأن هناك دولا في العالم، كما تعلمون، لا ترغب بأن ترى هذا الاستقرار كاملا في سوريا".

واعتبر الاسد ان اللقاء "فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في أستانا أو سوتشي" من دون ان يأتي على ذكر محادثات جنيف.

كما رحب الرئيس السوري بزيادة الاستثمارات الروسية خلال السنوات الاخيرة في البلاد الغارقة في الحرب، مسلطا الضوء على الاحتياجات في مجال اعادة الاعمار.

وتأتي زيارة الاسد الى روسيا، عشية اجتماع في سوتشي بين بوتين وميركل هو الاول بينهما منذ عام ويُفترض ان يُركز على الملف السوري. كما تأتي قبل اقل من اسبوع على زيارة ماكرون لروسيا، بمناسبة المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ (شمال غرب).