
بايدن يعلن عن أول إستراتيجية لمواجهة النفوذين الصيني والروسي
واشنطن - تعمل الولايات المتحدة على مواجهة تصاعد النفوذين الروسي والصيني في العالم والذي تحول الى ما يشبه بالمحور في توسع لحالة الاستقطاب في العالم والتي تعيدنا إلى فترة الحرب الباردة.
ولمواجهة هاتين القوتين أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أول إستراتيجية للأمن القومي تركز على إعادة بناء الشراكات العالمية للتصدي لموسكو وبكين.
وكان من المقرر إطلاق أول إستراتيجية للأمن القومي في عهد بايدن خلال الأشهر التي سبقت الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وأقر بايدن بحدوث تحول كبير في السياسة العالمية، قائلاً إن النظام الذي استمر لمدة ثلاثة عقود بعد نهاية الحرب الباردة "انتهى نهائيًا".
وشدد على أن فترة جديدة من "المنافسة جارية بين القوى الكبرى لتشكيل ما سيأتي بعد ذلك".
وكتب بايدن في مقدمة وثيقة إستراتيجية الأمن القومي، المؤلفة من 48 صفحة، "في أنحاء العالم، الحاجة إلى القيادة الأميركية كبيرة كما كانت في أي وقت مضى.. نحن في خضم منافسة إستراتيجية لتشكيل مستقبل النظام الدولي".
واحتفظ بايدن بتوجيهات الأمن القومي المؤقتة التي أصدرها في مارس/ آذار2021، فيما تواصل إستراتيجيته الرسمية الأولى تأكيدها على الصين باعتبارها المنافس العالمي الوحيد للولايات المتحدة، مع التأكيد على الحاجة إلى التركيز على روسيا.
كما تطرق بايدن إلى حرب روسيا التي استمرت قرابة 8 أشهر ضد أوكرانيا، قائلاً إنها "حطمت السلام في أوروبا، وأثرت على الاستقرار في كل مكان".
وحذر من أن "التهديدات النووية المتهورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعرض نظام عدم الانتشار العالمي للخطر".
وفي إشارة واضحة إلى روسيا والصين، قال الرئيس الأميركي إن "المستبدون يبذلون جهود إضافية لتقويض الديمقراطية وتصدير نموذج للحكم يتسم بالقمع في الداخل والإكراه في الخارج".
وأضاف أن "أولئك المنافسين يعتقدون خطًأ أن الديمقراطية أضعف من الاستبداد لأنهم لا يفهمون أن قوة أمة تنبع من شعبها".
وأكد الرئيس الأميركي أن "بلاده قوية في الخارج لأننا أقوياء في الداخل".
بدورها تمتلك الصين الكثير من أوراق الضغط حيث عززت بكين من علاقاتها بعدد من الحكومات في أفريقيا خاصة في المجال الاقتصادي وساهمت بكين في جهود للتنمية لعدد من الدول لكنها سعت مؤخرا لتعزيز التعاون في المجال السياسي.
ورغم محاولات واشنطن منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب تحجيم الصين القوة الاقتصادية الهائلة لكن يبدو ان تلك الجهود لم تحقق نتائج هامة.
ومؤخرا سعت واشنطن إلى إحراج بكين بالتشديد على ملف " تايوان" وأدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي زيارة الى تايبيه أثارت انتقادات صينية حادة.
ويرى مراقبون ان حديث الرئيس الأميركي عن بناء الشراكات العالمية يهدف الى العمل على اعادة بناء العلاقات مع بعض الدول التي انتقدت المواقف الأميركية فيما يخص عدد من الملفات.
وكانت ادارة بايدن وجهت انتقادات لعدد من الدول التي تعتبر حليفة لها بذريعة انتهاك ملفات حقوق الانسان وتوترت العلاقات بين واشنطن وعدد من العواصم التي تعتبر تاريخيا حليفة للسياسات الاميركية والغربية.

ويعي بايدن ومن معه من القيادات الغربية حجم النفوذين الصيني والروسي في عدد من الساحات خاصة في أفريقيا فموسكو باتت لاعبا هاما سواء في منطقة الساحل والصحراء بدعم التعاون من النظام العسكري في مالي الذي ادار ظهره لفرنسا ومن وراءها الغرب.
وتمتلك روسيا أوراق ضغط في ليبيا كما ان تعزيز علاقاتها العسكرية مع الجزائر بتنظيم مناورات عسكرية في نوفمبر المقبل يؤكد حجم هذا النفوذ.
وتسعى واشنطن لتحجيم هذا النفوذ حيث طالب عدد من نواب الكونغرس الجمهوريين بضرورة فرض عقوبات على الجزائر بسبب مشتريات السلاح الروسي وتفعيل قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات "قانون كاتسا".
ورغم ما يشاع عن عدم قدرة موسكو حسم الحرب في أوكرانيا لكن السلطات الروسية تمكنت من ممارسة ضغوط على الغرب وخاصة اوروبا بقطع إمدادات الغاز ما جعل عدد من الدول الأوروبية تبحث عن بدائل مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.