برلين تنفي اتهامات لبنانية بتورط جنودها في عمليات لصالح إسرائيل

وزارة الدفاع الألمانية ترفض تقارير من أوساط قريبة لحزب الله تتهم جنودا ألمان في اليونيفيل بدعم عملية إسرائيلية لاختطاف قبطان لبناني في النترون.

برلين/بيروت - رفضت السلطات الألمانية تقارير تتداولها أطراف على علاقة بحزب الله اللبناني تتهم الجنود الألمان المشاركين في قوات "اليونيفيل" بالتعاون مع إسرائيل، فيما يأتي ذلك وسط انتقادات للسياسات الألمانية المدافعة عن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وقالت وزارة الدفاع الألمانية في بيان لتفنيد هذه الرواية "وسائل الإعلام المقربة من حزب الله في لبنان تنشر رواية مفادها أن ألمانيا وقوة المهام البحرية التابعة للأمم المتحدة التي تقودها ألمانيا تدخلت في عمليات القتال في لبنان لصالح إسرائيل" مضيفة أن "الحكومة الألمانية تنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات".
ويشارك نحو 100 جني ألماني في قوات اليونيفيل التي تعرضت لهجمات من قبل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
ووفق المعطيات المتداولة يوجد40 جنديا ألمانيا في مقر بعثة السلام في الناقورة وهي منطقة تشهد العديد من المعارك والاشتباكات العنيفة إضافة لنحو 60 جنديا السفينة الحربية الألمانية "لودفيجسهافن آم راين".
وتقود ألمانيا القوات البحرية لليونيفيل حيث تمكنت السفينة الالمانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من التصدي لمسيرة محملة بالمتفجرات كادت تستهدفها وفق الربان وانفجرت في المياه.
وكانت تقارير لأوساط إعلامية مقربة من حزب الله اشارت الى أن عملية اختطاف قبطان يدعى عماد أمهز في منطقة النترون شمال لبنان على يد قوات إسرائيلية قدمت بزوارق حربية كان بغطاء وربما تعاون من القوات الألمانية.
واتهمت أوساط إسرائيلية المختطف بأنه ينتمي لحزب الله وشارك في عمليات نقل الأسلحة للحزب.
واتهمت وسائل الاعلام المقربة من حزب الله القوات البحرية الألمانية بالتساهل مع المجموعة الإسرائيلية ما يمثل وفق مراقبين تهديدا للجنود الألمان. لكن وزارة الدفاع الألمانية أفادت "أن هيئة الرادار الساحلية اللبنانية، الممولة من ألمانيا، يديرها جنود لبنانيون".
وأضافت الوزارة الألمانية "الجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها" نافيا أن يكون" لدى فرقة العمل البحرية أي اتصال مباشر مع الجيش الإسرائيلي. ولا يتم تمرير معلومات عن الوضع".
وشددت على "أن مبدأ الحياد مطبق على أطراف النزاع في بعثات الأمم المتحدة، مضيفة "نحن نتمسك بهذا بصرامة. يتم تحديد مهمة فرقة العمل البحرية بموجب تفويض الأمم المتحدة. وهذا يشكل الإطار الملزم لمشاركتنا" مؤكدة "أن عمل الفرقة "شفاف في جميع الأوقات وكذلك تجاه الدول الأخرى المشاركة في قوات اليونيفيل".

ارات اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار اسرائيلي بالإخلاء
ارات اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار اسرائيلي بالإخلاء

واستهدفت ثلاث غارات اسرائيلية على الأقلّ الضاحية الجنوبية لبيروت صباح الخميس، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية حيث تأتي بعد إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا جديدا بالإخلاء لبعض أحياء المنطقة بعد ساعات من إنذار مماثل.
وأظهرت لقطات خدمة البثّ المباشر الدخان يتصاعد من موقعين على الأقلّ في الضاحية الجنوبية عقب الغارات التي تأتي بعد ستّ موجات من الضربات الاسرائيلية على الأقلّ منذ الثلاثاء.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية عن أن "طيران العدو الإسرائيلي شن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية - منطقة الغبيري، محيط روضة الشهيدين"، قبل أن تشير إلى غارة ثانية في المكان نفسه.
وقالت الوكالة كذلك إن "غارة عنيفة" استهدفت محيط "الشويفات، وتحديدا العمروسية".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي طلب عبر حسابه على منصة "إكس"، من سكان منطقتَي "شويفات العمروسية والغبيري الإخلاء"، مضيفا "أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
وتأتي هذه الغارات الجديدة بعد "سلسلة غارات" فجر الخميس كذلك على الضاحية، وفق الوكالة الوطنية، أعقبت كذلك إنذارا آخر بالإخلاء.
وغادر معظم السكان الضاحية التي كان يقطنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقا للتقديرات، منذ بدء إسرائيل شنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية أيلول/سبتمبر. لكن العديد منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم.
وبعد عام من فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحليفته حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثّفت الدولة العبرية في 23 أيلول/سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وبعد 45 يوما من الهجوم البري، أعلن حزب الله ليل الأربعاء الخميس استهدافه برشقة صاروخية قوات إسرائيلية عند الأطراف الجنوبية لبلدة بنت جبيل في جنوب لبنان التي تحظى برمزية خاصة لدى حزب الله، فقد شهدت في حرب تموز/يوليو 2006 معارك قاسية بين مقاتلي الحزب والجيش الاسرائيلي لكن دون أن تتمكن اسرائيل من السيطرة عليها.
وأفادت الوكالة الوطنية عن غارات من "الطيران الحربي المعادي على مدينة بنت جبيل" خلال الليل، مشيرة إلى أن المدينة شهدت ليلة عنيفة من "الغارات والقصف المدفعي العشوائي ما أدى إلى تدمير عدد من المباني والشقق السكنية".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3360 شخصا في لبنان غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقتل معظمهم منذ أيلول/سبتمبر الماضي، غير أنّ حزب الله توقّف عن نعي مقاتليه الذين يقضون في القتال منذ 27 من أيلول/سبتمبر بشكل خاص، عندما اغتيل أمينه العام حسن نصرالله بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.