بزشكيان يسعى لدعم التقارب مع السعودية وسط توتر مع إسرائيل
طهران - دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان في قطر، إلى وحدة الدول الإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي في الشرق الأوسط فيما تشهد العلاقات الإيرانية السعودية تحسنا كبيرا منذ توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات برعاية صينية.
وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، التقى بزشكيان الموجود في قطر لحضور قمة حوار التعاون الآسيوي، وزير الخارجية السعودي حيث أكد على أهمية توسيع العلاقات بين الدول الإسلامية.
وأضاف "نعتبر الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية أشقاء لنا، ونؤكد على زيادة التقارب والوحدة من خلال وضع الخلافات في الرأي جانبا".
ويظهر أن الرئيس الإيراني الحالي الذي يعتمد استراتيجية تخفيف التوتر مع الجيران يسعى لدعم التقارب مع السعودية في ظل التهديدات التي تطال بلاده من إسرائيل وكذلك قوى غربية على رأسها الولايات المتحدة بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على الدولة العبرية.
وفي إشارة إلى الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران على إسرائيل مساء الثلاثاء، قال بزشكيان "آخر عملية مشروعة حاسمة لقواتنا المسلحة ردا على استمرار جرائم النظام (إسرائيل) جرت بعد وعود كاذبة بوقف إطلاق النار في غزة مقابل اعتدال إيران".
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تلعب دورا مهما في وقف الهجمات الإسرائيلية متابعا "إذا كان النظام الصهيوني يتجرأ على ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة اليوم، فهذا بسبب لامبالاة الدول الإسلامية. إذا لم نتحد ضد هذا العدوان، فسيأتي الدور غدا بعد غزة ولبنان على الدول والمدن الإسلامية الأخرى".
ويظهر من خلال دعوة الرئيس الإيراني أن طهران منفتحة على وساطة تقوم بها السعودية ودول الخليج لإقناع الولايات المتحدة بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف تصعيدها في المنطقة بعد تحسن العلاقات إثر توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات برعاية من الصين في 2023.
وتعهد بزشكيان خلال توليه منصب الرئيس بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي بتحسين العلاقات مع دول الجوار وتسوية بعض الخلافات خاصة مع الرياض.
من جهته نقل وزير الخارجية السعودي تحيات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحارة إلى بزشكيان لافتا إلى أهمية تطوير العلاقات بين البلدين وبين الدول الإسلامية.
وأردف "نعتزم طي صفحة الخلافات بين البلدين وحل المشاكل وتطوير العلاقات بيننا كدولتين صديقتين وشقيقتين".
وبشأن العدوان الإسرائيلي على المنطقة، أشار الأمير بن فرحان إلى أن إدارة تل أبيب تحاول نشر الحرب في المنطقة برمتها.
وأضاف "نقدّر حكمتكم وبراعتكم في السيطرة على الوضع، وفي الوقت نفسه، لدينا الإيمان الكامل بأننا سنلعب دورا في ضمان السلام والهدوء في المنطقة".
وتدعو الرياض لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان والعمل على احترام القانون الدولي لتجنيب المنطقة الدمار.
وفي سياق متصل قالت ثلاثة مصادر لرويترز اليوم الخميس إن وزراء من دول الخليج وإيران يشاركون في اجتماع للدول الآسيوية تستضيفه قطر ناقشوا خفض التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وقال اثنان من المصادر إن دول الخليج سعت إلى طمأنة إيران عن حيادها في الصراع وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا في العنف قد يهدد منشآت النفط الخليجية