بلدة تونسية تقيم مأتما كبيرا على شبابها الغارقين في مياه المتوسط.

من بين 37 شخصا تم إنقاذ 16 شخصا وانتشال 8 جثث فيما لا يزال البحث جاريا عن المفقودين الآخرين.
تضارب الأنباء حول مصير تونسيين مفقودين في عملية هجرة سرية
عائلات تونسية تهرع للبحر للتعرف على جثث أبنائها المهاجرين الغارقين في مياه المتوسط
تونس

تحولت بلدة بوحجلة التابعة لمحافظة القيروان التونسية (وسط) إلى مأتم كبير بعد تعرض مركب هجرة غير نظامية على متنه 37 شخصا، إلى الغرق قبالة سواحل مدينة الشابة التابعة لمحافظة المهدية (وسط شرقي).
واهتزت مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الحادثة الأليمة، ونشر الرواد صورا ومقاطع فيديو لأمهات ثكلى تنتحبن وعائلات مفجوعة في أبنائها وأخرى حائرة لم تعثر على جثة وتتحرق لمعرفة مصير المفقودين.
وأفادت السلطات المحلية التونسية أنه تم إنقاذ 16 شخصا و انتشال 8 جثث من بينها 3 لشبان أصيلي بوحجلة، تعرفت عليهم عائلاتهم ، فيما لا يزال البحث جاريا عن بقية المفقودين وعددهم 13 من بينهم 4 من بوحجلة.
وتحولت عدة عائلات من بوحجلة إلى مدينة الشابة لمعرفة مصير أبنائها، في حين نصبت خيام في عديد الأحياء والمناطق الريفية ببوحجلة لتقبل العزاء وسط أجواء حزينة خيّمت على المنطقة وأهاليها. 
ولا يزال عدد من الشبان الذين شاركوا في عملية الهجرة غير النظامية، إلى حد الساعة، في عداد المفقودين، في ظل تضارب الأنباء حول مصيرهم.
وتتكرر حوادث غرق المراكب التي تبحر خلسة نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط لأسباب عديدة تتعلق في مجملها إما بسوء الأحوال الجوية أو بحالة المركب المتواضعة أو بتجاوز عدد المهاجرين حمولة المركب.
وتعترض البحرية التونسية وقوات خفر السواحل بشكل يومي قوارب مهاجرين يحاولون العبور إلى أوروبا، فيما أحصت الأمم المتحدة مصرع ما لا يقل عن 760 شخصا في البحر المتوسط بين الأول من كانون الثاني/يناير و31 أيار/مايو 2021.

ومنذ الثورة في 2011 باتت تونس بلد عبور نحو السواحل الأوروبية يقصده الأفارقة بشكل خاص فضلا عن آلاف التونسيين الذين استغلوا ضعف الرقابة على الحدود بفعل ضعف الدولة منذ الأحداث التي عصفت بها في 2011.