بنكيران يداري أزمة حزبه بمهاجمة الاتحاد الاشتراكي

أنشطة وتصريحات بنكيران تعكس دعاية انتخابية تركز على مهاجمة الخصوم في محاولة للتغطية على نكسات حزبه السياسية والتصدعات الداخلية.

الرباط - وجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي عبدالإله بنكيران، انتقادات عنيفة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مساعيه لإبعاد الأنظار عن مشاكل حزبه والتصدعات الداخلية واصفا إياه بـ"الحزب المستعمل" الذي يكمل المشهد السياسي.

وحاول بنكيران أثناء حديثه عن الفترة الصعبة التي يجتازها حزبه  منذ انتكاسة انتخابات سبتمبر/أيلول 2021، الظهور بأنه أكثر قوة من منافسيه رغم الهزائم التي مني بها، في إصرار على المقارنة مع الخصوم وبناء نجاحه على أساس ضعف المنافسين.

وقال بنكيران في كلمته السبت خلال الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية 2024 المنظمة من طرف نساء العدالة والتنمية تحت شعار "الريادة النسائية والمشروع المجتمعي.. تجارب وآفاق"، التي بثت مباشرة على الصفحة الرسمية للحزب، إن "سقطة مثل هاته (انتخابات 2021) كان من الممكن أن تقضي علينا نهائيا، فإما أن نزول أو نصبح حزبا هامشيا أو حزبا مستعملا كما هو واقع الاتحاد الاشتراكي اليوم"، مضيفا أنه أصبح حزبا "يستعمل عند الحاجة.. لقد كان هناك أحزاب لها مكانة كبيرة فأصبح ‘يُكمّل’ بها (المشهد) فقط".

ولحقت بحزب العدالة والتنمية خسارة مؤلمة وتقهقر إلى المرتبة الثامنة، في الانتخابات النيابية 2021، فنال 12 مقعدا فقط، بعدما كان متصدرا في انتخابات 2016 بـ125 مقعدا.

ولم يستطع قادة حزب العدالة والتنمية في المغرب، استيعاب وقع الهزيمة النكراء التي تكبدوها في تلك الانتخابات، حتى أن بعض أعضاء الحزب وصفوها بـ"نتائج صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين"، لكن بنكيران تجاهل كل أسباب الهزيمة وهزالة انجازات حكومته، مركزا على ترؤس حزبه الحكومة لدورتين متتاليتين قبو السقوط المدوي.

ولم يستطع تجاوز حقيقة أن حزب الاتحاد الاشتراكي كان أقوى حزب مغربي، وقال "حققنا ما لم تحققه أحزاب سياسية كبيرة، مثل الاتحاد الاشتراكي، وأقولها بصراحة بأنه أقوى حزب سياسي بالمغرب، والاستقلال الذي هو حزب سياسي أصيل ومرتبط بمرجعية، لكن حتى هو وقعت فيه تحولات وتغيرات"، مسجلا أن الحزبين "لم يترأسا الحكومة مرتين متتاليتين، فنحن الحزب الوحيد الذي قام بذلك".

وأسهب في الثناء على حزبه في السلطة وفي المعارضة متجاهلا التصدعات الداخلية، قائلا "مسارنا السياسي الحزبي بالعدالة والتنمية عمره 32 سنة، لكن إرهاصاتنا السياسية بدأت سنة 1988.. لكننا حققنا سياسيا ما لم يحققه أي حزب سياسي بالمغرب، رغم أن الأحزاب السياسية التي كانت تملأ المشهد لم تكن مثل العدالة والتنمية".

وتحدث عن "نكبة" 8 سبتمبر/أيلول 2021، التي دفعت الحزب إلى إعادة ترتيب أوراقه لإعادة ضبط إعداداته للتموقع في المعارضة بعد ولايتين على رأس الحكومة، وصرّح "الحزب في هذه المرحلة، بعد نتائج الانتخابات والمؤتمر الاستثنائي إلى الآن، أثبت أنه في المعارضة حزب قوي، والنقاش السياسي في المغرب يديره بالدرجة الأولى حزب العدالة والتنمية"، مستدركا "لكن هذا لا يعفينا من محاولة تصحيح المنطلقات من جديد في ظل هذه الظروف".

وشدّد أن حزبه "المصباح" يعيش مرحلة "انطلاقة جديدة" مؤكدا أنها لا تعني بالضرورة "أن في الانتخابات القادمة سنحقق 125 مقعدا"، مردفا "كُفوا عن الأحلام، صحيح أنه في بعض المناسبات تحدث مفاجآت في السياسة، لكن لم تظهر بوادرها لي"، في إشارة إلى أن حظوظ الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة تبدو ضئيلة للعودة مجددا لقيادة الحكومة.

وينظر إلى تصريحات بنكيران على أنها دعاية انتخابية مبكرة تركز على مهاجمة الخصوم بدلا من البرنامج الاصلاحي متجاهلا أسباب الهزيمة المدوية، إذ أن الرجل بدأ بالفعل في التحضير للانتخابات المقبلة قبل عامين من موعدها. ويقوم بسلسلة من الأنشطة والتصريحات السياسية تعكس نواياه في العودة إلى المشهد السياسي.

ويرى زعيم الحزب أن دور العدالة والتنمية "لم ينته بعد"، إذ أكد أن حزبه على مشارف "أبواب مرحلة جديدة، وعلينا إعادة العمل بهذا المنطق"، مشيرا إلى أن السقوط في الانتخابات الأخيرة "لا يعني أننا خسرنا كل شيء، والانطلاق من جديد ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا".