بوادر توتر دبلوماسي حاد بين مصر وإسرائيل بسبب حرب غزة

صحيفة يديعوت أحرنوت تؤكد وفق مصادر أن السلطات المصرية قررت عدم تعيين سفير جديد لها لدى إسرائيل ورفضت أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي المعين حديثا أوري روثمان.

القاهرة/القدس - كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، الثلاثاء، أن السلطات المصرية قررت عدم تعيين سفير جديد لها لدى إسرائيل، ورفضت أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي المعين حديثا أوري روثمان، وذلك احتجاجا على تصعيد الحرب ضد قطاع غزة ما يكشف حجم الخلافات بين البلدين رغم لأن القاهرة لا تزال تلعب دور وساطة لتحقيق هدنة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب، خاصة مع تحذيرات إسرائيلية من ما تصفه بـ"تحشيد عسكري غير معتاد" للقوات المصرية في مناطق قريبة من الحدود داخل شبه جزيرة سيناء. وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن هذا التحشيد يثير قلق المؤسسة الأمنية، خصوصاً في ظل أجواء الاحتقان التي خلفتها حرب غزة وتبعاتها الإقليمية. وتعد هذه المؤشرات دليلاً على تصدع في التنسيق الأمني التقليدي بين البلدين، والذي كان يُعد ركيزة للاستقرار الحدودي منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية، لم تسمه، قوله إن "القاهرة قررت عدم تعيين سفير جديد لها لدى إسرائيل، عقب إعلان الأخيرة عزمها تكثيف العمليات العسكرية في غزة".
وأضاف "رفضت كذلك اعتماد أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي التي تمت تسميته قبل 5 أشهر أوري روثمان"، لافتا إلى أن الأخير "لم يغادر إلى القاهرة بعد، ولا يزال في إسرائيل" موضحا بأن "السفير المصري السابق لدى إسرائيل خالد عزمي، أنهى فترة عمله قبل نحو عام، بعد تمديدها لعام إضافي، ومنذ ذلك الحين تُدار السفارة المصرية في تل أبيب من دبلوماسيين دون وجود سفير".

السفارة المصرية في تل أبيب تدار من دبلوماسيين دون وجود سفير

وبحسب الصحيفة، كان من المتوقع أن يتولى الدبلوماسي المصري المخضرم طارق دحروج هذا المنصب، إلا أنه عُيّن لاحقا سفيرا للقاهرة لدى باريس مضيفة أن منصب سفير القاهرة لدى إسرائيل يُعد من أكثر المناصب حساسية في السلك الدبلوماسي المصري، ويتطلب موافقة من الرئيس المصري وأجهزة المخابرات، شأنه شأن التعيينات في واشنطن والرياض.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن "تدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب يتجلى بوضوح في امتناع مصر عن الموافقة على اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد، في خطوة دبلوماسية تعكس احتجاجا غير معلن".
وفي السياق، أوضحت أن "إجراءات تعيين السفراء تتطلب طلب الدولة المُرسلة موافقة الدولة المُضيفة مسبقا، وهي عملية دبلوماسية ويمكن للدولة المضيفة رفض الطلب أو تجاهله لفترة غير محددة دون إصدار رفض رسمي". و"يبدو أن هذا هو حال روثمان، الذي تأخر تعيينه، وهو ما منعه من تولي منصبه في القاهرة" وفق الصحيفة الإسرائيلية.

ونقلت عن دبلوماسي مصري رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "قرار القاهرة حجب تعيينات السفراء هو رد مباشر على تصاعد الصراع" في غزة.
وتواصل إسرائيل حربا واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.