بوتين وولي عهد أبوظبي يبحثان استقرار سوق النفط وأزمة أوكرانيا

مصدران من تحالف أوبك+ يؤكدان أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يؤثر حتى الآن على سير اتفاق الإمدادات بين أوبك وحلفائها.
قفزة قياسية جديدة في سعر النفط بدفع مخاوف من اضطراب الإمدادات
السعودية تجدد تأكيدها على الالتزام باتفاق أوبك+ والحفاظ على استقرار الأسواق
واشنطن تقول إنها ستطلق 30 مليون برميل من النفط من الاحتياطات

موسكو/الرياض - بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تواصل قواته عملية عسكرية واسعة في الأراضي الأوكرانية، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في اتصال هاتفي سبل الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية واستمرار التنسيق ضمن تحالف أوبك بلاس، وفق ما بيان صادر عن الكرملين اليوم الثلاثاء.

وبحسب البيان أكد الزعيمان عزمهما التنسيق من أجل الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية وسط مخاوف من اضطرابات في الامدادات واستمرار ارتفاع أسعار النفط التي بلغت اليوم الثلاثاء أكثر من 103 دولار للبرميل ارتفاعا من 93 و95 دولارا في الأيام الماضية.

وأشعل غزو روسيا أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، لأوكرانيا اسعار الطاقة في العالم، بينما تشير توقعات اقتصادية إلى أن استمرار الأزمة الراهنة والعقوبات الغربية على موسكو سيدفعان أسعار النفط إلى مستويات قياسية أكبر.

وفقا للكرملين، ناقش الرئيس الروسي مسألة أوكرانيا مع ولي عهد أبو ظبي، مضيفا أن الشيخ محمد "أكد حق روسيا في ضمان أمنها القومي".

وتابع "كما تم بحث موضوعات التعاون الروسي الإماراتي وتقدير مستوى التفاعل المحقق في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وغيرها. ولوحظت أهمية العمل المشترك البناء في إطار المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة"، وفق بيان الكرملين الذي نشرته وكالة سبوتنيك الروسية.

ووفق المصدر ذاته أعرب الشيخ محمد وبوتين عن "عزم البلدين التوجه لمزيد من التطوير الشامل للعلاقات الثنائية من الشراكة الإستراتيجية".

وتأتي هذه التطورات بينما أكدت السعودية المنتج الأول للنفط في العالم، اليوم الثلاثاء، حرصها على استقرار أسواق النفط وتوازنها والتزامها باتفاق "أوبك بلاس".

وقال وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي في بيان صحفي عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ونشرته وكالة الأنباء السعودية ( واس) "مجلس الوزراء أطلّع على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما جرى خلاله من بحث المستجدات الإقليمية والدولية لاسيما الأوضاع في أوكرانيا وأثرها على أسواق الطاقة وتأكيد المملكة حرصها على استقرار أسواق النفط وتوازنها والتزامها باتفاق أوبك بلاس وكذلك مضمون الاتصال الذي أجراه ولي العهد السعودي بالرئيس النيجيري محمد بخاري".

وقال مصدران في تحالف أوبك+ إنه من المرجح أن يلتزم الكارتل النفطي الذي يضم أعضاء منظمة أوبك ومنتجين من خارجها تتقدمهم روسيا، بسياستها الحالية المتمثلة في الزيادات التدريجية في إنتاج النفط أثناء اجتماع مقرر يوم غد الأربعاء.

وأضاف المصدران أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يؤثر حتى الآن على سير اتفاق الإمدادات بين أوبك وحلفائها.

وقفزت أسعار النفط اليوم الثلاثاء مرة أخرى مدفوعة بمخاوف في اضطرابات إمدادات الطاقة للعالم، حيث سجل سعر برميل خام برنت المرجعي الأوروبي، ارتفاعا بأكثر من 5 بالمئة. وارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي الأوروبي تسليم مايو/ايار بنسبة 5.01 بالمئة ليبلغ 102.88 دولارا. ووصل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل/نيسان إلى 99.58 دولارا للبرميل، أي بزيادة قدرها 3.83 بالمئة.

وتعهدت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء بإطلاق 30 مليون برميل من النفط في إطار تعهد عالمي للإفراج عن 60 مليون برميل في مسعى لتعزيز أسواق الطاقة مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت واشنطن إنها قد تتخذ المزيد من الخطوات إذا اقتضت الحاجة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان "نحن مستعدون لاستخدم كل أداة متاحة لنا لتقييد تعطل إمدادات الطاقة العالمية نتيجة لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفة "سنواصل أيضا مساعينا لتسريع تنويع إمدادات الطاقة بعيدا عن روسيا وتأمين العالم من استخدام موسكو للنفط والغاز كسلاح."

وقالت وزارة الطاقة الأميركية في بيان منفصل إن الولايات المتحدة و30 دولة اتفقوا على إطلاق 60 مليون برميل من النفط من احتياطياتهم الإستراتيجية لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية. وبحسب وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم فإن واشنطن "مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية إذا اقتضت الظروف."