بوتين يمنح نفسه والرؤساء السابقين حصانة مدى الحياة

التشريع الذي وقعه الرئيس الروسي يمنح الرؤساء السابقين أيضا مقعدا مدى الحياة في مجلس الاتحاد أو مجلس الشيوخ، وهو منصب يضمن الحصانة من الملاحقة القضائية عند ترك الرئاسة.
التشريع الجديد جزء من تعديلات دستورية سابقة تمنح بوتين حق الترشح للرئاسة
بوتين يحصن نفسه من ملاحقات قضائية أو اعتقال قبل وبعد مغادرة السلطة
هل أقر بويتن القانون الذي يمنحه حصانة مطلقة ضمن خطة لمغادرة السلطة

موسكو - وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء قانونا يمنح الرؤساء السابقين وعائلاتهم حصانة مدى الحياة بمجرد مغادرة السلطة، في خطوة مثيرة للجدل ووسط تكهنات بترشحه (بوتين) لولاية رئاسية جديدة في العام 2024 بعد آخر تعديل دستوري منحه حق الترشح مجددا، لكنه لم يعلن بعد ما إذا كان سيخوض الاستحقاق الرئاسي.

ويمنح القانون الذي نُشر على الإنترنت الثلاثاء، الرؤساء السابقين وعائلاتهم حصانة من الملاحقة القضائية على جرائم ارتكبوها. كما سيتم إعفاؤهم من الاستجواب من قبل الشرطة أو المحققين وكذلك من التفتيش أو الاعتقال.

والتشريع جزء من التعديلات الدستورية التي تمت الموافقة عليها هذا الصيف في تصويت على مستوى البلاد يسمح لبوتين (68 عاما) بالبقاء في الرئاسة حتى العام 2036 وهي التعديلات التي وافق عليها مجلس الدوما الروسي.

وقبل دخول مشروع القانون حيز التنفيذ، كان الرؤساء السابقون يتمتعون بالحصانة من المقاضاة فقط على الجرائم المرتكبة أثناء وجودهم في مناصبهم.

ولا يزال من الممكن حتى الآن تجريد رئيس سابق من الحصانة إذا اتهم بالخيانة أو بجرائم خطيرة أخرى وتم تأكيد التهم من قبل المحاكم العليا والدستورية.

لكن التشريع الذي وقعه بوتين الثلاثاء يمنح الرؤساء السابقين أيضا مقعدا مدى الحياة في مجلس الاتحاد أو مجلس الشيوخ، وهو منصب يضمن الحصانة من الملاحقة القضائية عند ترك الرئاسة.

وأقر مجلس الدوما تشريعا أيضا يقنن سرية المعلومات المتعلقة بموظفي النظام القضائي الروسي وإنفاذ القانون والهيئات التنظيمية والعسكرية في روسيا.

يأتي ذلك غداة إعلان المعارض أليكسي نافالني أنّه خدع ضابط أمن ليعترف بأن جهاز الأمن الفدرالي سعى لقتله هذا الصيف عبر وضع السم في ملابسه الداخلية.

وقال نافالني إنه تمكن من الوصول إلى رقم هاتف خبير أسلحة كيميائية في وكالة الاستخبارات المحلية من سجلات مسربة وسجلات سفر.

ونشر المعارض في وقت لاحق العنوان المزعوم للخبير ورقم هاتفه، وهي إجراءات ستصبح غير قانونية بموجب التشريع المقترح الجديد.

وتؤكد موسكو أن نافالني لم يكن لديه أي سمّ في جسمه عندما أُدخل إلى المستشفى في سيبيريا وأنه لم يتمّ فتح أي تحقيق في روسيا بسبب غياب التعاون من جانب الأوروبيين.

ويأتي الردّ الروسي على العقوبات الأوروبية غداة نشر المعارض محادثة هاتفية ينتحل خلالها هوية مزوّرة ليستدرج عنصرا من جهاز الأمن الفدرالي لروسيا الاتحادية يدعى قسطنطين كودريافتسيف للحديث عن بعض ظروف محاولة الاغتيال التي كان ضحيتها.

وقدم رجل الأمن على أنه خبير الأسلحة الكيميائية لدى الجهاز، لكن نافالني لم يقدم دليلا يؤكد هوية محاوره.

واعتقد كودريافتسيف أنه يتحدث مع مسؤول من الاستخبارات وقال إنه شارك في عملية طمس أدلة وأن نافالني سُمّم عبر مادة وُضعت على "جيب الملابس الداخلية" للمعارض.

وردّ المتحدث باسم الكرميلن ديمتري بيسكوف بالقول إن "المريض يعاني بوضوح من أوهام الاضطهاد ومن بعض أعراض جنون العظمة".

وفي تصريح أكثر اعتدالا، ندّد جهاز الأمن الفدرالي الروسي مساء الاثنين بما اعتبره "تزييفا" و"استفزازا" مدبّر على الأرجح بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية.

وقالت منظمة أليكسي نافالني إنها قدّمت شكوى ضد قسطنطين كودريافتسيف لدى لجنة التحقيق الروسية النافذة.

وبعد نشر تحقيق أول في 14 ديسمبر/كانون الأول أشرف عليه موقع "بيلينغكات" الاستقصائي الإلكتروني بالتعاون مع نافالني ووسائل إعلام أوروبية، أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بأن المعارض كان يخضع للمراقبة لكنه أكد أنه لو أرادت روسيا قتل نافالني لما كان على قيد الحياة.

وسخرت الصحافة المستقلة وكذلك منتقدو النظام الروسي من الإهانة العلنية لجهاز الأمن الفدرالي وريث جهاز الأمن في الحقبة السوفييتية والذي يمثل نخبة أجهزة الأمن وكان بوتين قائده في تسعينات القرن الماضي.

ووصفت الكاتبة يوليا لاتينينا في مقال نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا"، الضربة التي وجّهها نافالني لجهاز الأمن بأنها "فخّ يليق بهيركول بوارو" وشخصية المحقق البلجيكي في روايات عدة لأغاتا كريستي.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت النكات الساخرة من جهاز الأمن الروسي وحصد فيديو المعارض 12.5 مليون مشاهدة في أكثر من 24 ساعة.

وكتب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن فولفغانغ إيشينغر وهو سفير ألماني سابق متخصص في العلاقات بين الغرب وروسيا، في تغريدة أن "قاعدة أساسية للاستخبارات عدم استقبال أي مكالمة من شخص لا تعرفه. على ما يبدو، هذا الأمر لا يُدرّس في مدرسة الاستخبارات الفدرالية الروسية".

وتخصص موقع بيلينغكات في التحريات حول عملاء روس مفترضين عبر تحليل قواعد بيانات تم تسريبها أو بيعها على الانترنت.

وقبل قضية نافالني، نشر هذا الموقع أسماء عناصر من الاستخبارات العسكرية الروسية قال إنهم مسؤولون عن تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال في انكلترا بمادة نوفيتشوك.