تأملات في الذات الشاعرة والشأن الإنساني في 'بيت الشعر' بالمفرق

ليانا الرفاعي وصالح سويدان يؤثثان الأمسية وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

وسط حضور من المثقفين والمهتمين نظم "بيت الشعر" بمدينة المفرق الأردنية، مساء الاربعاء، أمسية شعرية للشاعرين: ليانا الرفاعي وصالح سويدان، أدار مفرداتها الشاعر الدكتور ماجد العبلي.

الدكتور العبلي استهل الأمسية بالشكر والتقدير لصاحب مبادرة إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي عامة وفي المفرق خاصة، والتي انطلقت من رؤية عروبية حضارية جامعة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، حيث كان فريق بيت الشعر المفرق ومديره السيد فيصل السرحان أوفياء لهذه الرؤية ورسالتها اللغوية الشعرية النقدية الإبداعية؛ الأمر الذي جعل بيت الشعر علامة فارقة في المشهد الثقافي الأردني.

واستهلت الأمسية الشاعرة ليانا الرفاعي بقراءات شعرية، تمحورت قصائدها حول خصوصية المرأة وطقوسها الحياتية والقضايا الإنسانية، والرفاعي شاعرة أردنية مبدعة فازت بالمركز الثالث في جائزة "حبيب الزيودي" عام 2023، وفازت بالمركز الأول في جائزة "نمر بن عدوان" 2012. صدرت لها مجموعتان شعريتان: "خمر القصائد"، و"ضجة الصمت".. شاركت في عدة مهرجانات شعرية ومؤتمرات أدبية في عمان والوطن العربي، وفي العديد من البرامج الإذاعية المحلية والوطنية.

ومن أشعارها التي قرأتها في الأمسية نختار:

"في غيهبِ الجُبِ السحيقِ رميتَ بي

ورجعتَ تسألُ ساخراً عمّا جرى

فيمَ السؤالُ وأنت تدركُ أنني

برياحِ هجركَ بات وجهي أغبرا

والآهُ تصدحُ والجموحُ يلومني

من موجِعٍ ضجّ الكتومُ فأجهرا

فانظر بوزرِك كيف أضحت حالتي

طهِّر عيونَكَ في دموعي كي ترى

سَددّتَ سهمكَ فاستباح جوانِحي

لما شددت بقوسِ هجرِك للورا

فأصابني في مقتلٍ لكن نبض

ي في العُروقِ عن السُّكونِ تأخَّرا

وبدأتُ أستَجدي الفُراقَ لراحتي

أجهز على مُضناكَ حتى تؤجرا

دَفنُ الغرابِ قتيلَهُ لكَ عِبَرةٌ

أكرم قتيلك بالصَّقيعِ تدثرا

ما في الغناءِ على المقابرِ مُتعَةٌ

ودِّع وَدَع لي هدأتي تحت الثرى

قبل الوَداع المِس ترابي عَلَّني

من عِطرِ كفِّك أستعيرُ العنبرا

واعلم بأنّي قد عفوتُ ولم أزل

أدعو لك الله العَفُوَّ ليغفرا".

إلى ذلك قرأ الشاعر صالح سويدان، مجموعة من قصائده التي عبرت عن دواخل الإنسان وهمومه مفضية إلى الذات الشاعرة، وسويدان شاعر شاب صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: "وشوشة الروح"، وله مشاركات شعرية واسعة على مساحة الأردن العزيز، وهو خبير في التربية والتعليم، ومعلم مختص في المرحلة الثانوية، ومما قرأ في الأمسية:

"على قَدرِ انهياركَ وانهياري

رأيتُ النجمَ في وَضَحِ النهارِ

وأبصرتُ السواقيَ ظامئاتٍ

تئنُ من التَشقُقِ والغُبارِ

هو الحبُ الذي ما كان حُبًا

هو الشوقُ الذي أمسى دياري

هو الفقدُ الذي خذلَ اشتياقي

هو القهرُ الذي هَزَمَ انتصاري

ولم أنوِ الرحيلَ بلا دموعٍ

وما كان الفراقُ مِنَ اختياري

فقد أبعدتني عن كل قُرْبٍ

وما ضرَّ الهوى لو كان جاري

وكم آذيتني في كل شيءٍ

وأشعلتَ الحرائقَ في اصطباري

وأَرْقبُ أن تعود إليَّ يومًا

وخيبتيَّ الأمرُّ من انتظاري

فكيف القلبُ يشفى من جُروحٍ

وما نَفْعُ اعتذاركَ واعتذاري

أتيتَ الآنَ ترجو بعض عفوٍ

وتطمحُ أن أعودَ إلى الحصارِ

وطعمُ الصمتِ في شَفَتيكَ مُرٌ

وما كفّتْ عُيونكَ عن حواري

حكايتُنا حكايةُ كل حُبٍ

نهايتُهُ التشبثُ بالقرارِ

كفاني من لظى الحرمانِ أني

أعيشُ بما تبقى من وقاري".

هذا وقام فريق فضائية الشارقة بتغطية مجريات الأمسية وإجراء الحوارات مع الشاعرين وغيرهم.