تجهزوا لصيامكم بوجبة سحور مثالية

اخر وجبة قبل بدء الصيام تعد مهمة للغاية وهي تزود الجسم بالطاقة خلال النهار وكذلك بالماء لترطيبه والحفاظ على حيويته ونشاطه.

تونس – يخوض اغلب المسلمين حول العالم الحميس أول امتحان لهم مع الامساك عن الطعام من مطلع الشمس الى غروبها ضمن تجربة روحية متكاملة تحت مسمى الصيام، وتتداول صفحات التواصل الاجتماعي مئات النصائح بشأن أطعمة ومشروبات من شأنها تخفيف االجوع والعطش أثناء الصيام، فما هي افضل وجبة سحور؟

تعد وجبة السحور مهمة للغاية لصحة الصائم وجسمه، وهي تزوده بالطاقة خلال نهار الصيام، وكذلك بالماء لترطيب جسمه والحفاظ على حيويته ونشاطه.

ويجب أن يحتوي السحور على جميع العناصر الغذائية الأساسية حتى يتمكن الصائم من المضي براحة خلال اليوم، إذ ستمنح هذه العناصر الغذائية الأساسية الجسم ما يكفي من القدرة على تحمل الجوع والعطش طوال اليوم.

ووجبة السحور تعد عموما  بديلا لوجبة الفطور التي نتناولها في اليوم العادي، وينصح الخبراء بأن تحتوي على نفس المكونات الأساسية التي نجدها في وجبة الفطور، بما في ذلك الخبز، ومنتجات الحليب قليلة الدسم كاللبن واللبنة، والبيض، والخضار، والأرز بالحليب والفاكهة المجففة.

ومن الأخطاء الشائعة في شهر رمضان ميل الكثير من الأشخاص لعدم تناول وجبة السحور، ظنًّا منهم بأن لا أهمية لها، وبأن تناول وجبة الإفطار وما يليها من الأطعمة المختلفة كفيل بتزويدهم بما يحتاجون من الطاقة والسكر لليوم التالي.

وبهذا الشان تقول  منظمة الصحة العالمية إن وجبة السحور لها أهمية كبيرة في شهر رمضان، وتنصح بتأخيرها قدر الإمكان لمواجهة طول فترة الصيام.
وفي حوار مسجل عبر موقع المنظمة الإلكتروني، قال الدكتور أيوب الجوالدة، المستشار الإقليمي للتغذية، إن مكونات وجبة السحور يجب أن تكون "مدروسة بعناية".

وجبة مدروسة بعناية

وأوضح أنه من الضروري أن تضم كميات من الكربوهيدرات المعقدة، التي تحتوي على نسب عالية من الألياف، مثل الخبز والحبوب، بالإضافة إلى البقوليات مثل الفول، والفواكه مثل الموز، ناهيك عن كوب من الحليب خالي الدسم.
ونوه الجوالدة، بأن هذه الأغذية تساعد على تحمل ساعات الصوم الطويلة، لاحتوائها على نسب مرتفعة من الألياف، كما أنها غنية بالبوتاسيوم الذي يمنع العطش.

يتم هضم الكربوهيدرات المعقدة بسرعة أقل وتساعد الكربوهيدرات المعقدة في المحافظة على الشعور بالشبع وعلى مستويات من الطاقة لفترة زمنية، وتتوافر في مأكولات مثل البطاطا الأرز والبقوليات والمكرونة بأنواعها وغيرها.
وأشار الخبير الدولي إلى أهمية تناول المكسرات مثل اللوز والبندق، لأنها تحتوي على نسب مرتفعة من البروتينات والسعرات الحرارية، التي تجنب الإنسان الجوع لفترات طويلة.
كما نصح بتناول اللبنة أو الزبادي والبيض المسلوق على وجبة السحور أيضًا، كونها غنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان لصيام صحي، فضلًا عن شرب كميات كافية من الماء، حيث يحتاج الجسم إلى نحو لترين منه يوميًا.

ن جهته يقول خبير التغذية فادي عباس في تصريحات لبي بي سي عربي، انه يجب التركيز في السحور على الأطعمة التي تحتوي على نسبة نحو 70% من الماء، وتناول الوجبة على ثلاث مراحل بفارق خمس دقائق بين الواحدة والأخرى، وتبدأ بطبق من السَلَطة (خاصة الخيار والخس والكرفس) ونوع واحد فقط من الطعام بشرط ألا يحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح، كما هي الحال مع مواد مثل الأجبان والمكسرات، التي رغم فوائدها الغنية، إلا أنها ستتسبب في حاجة الجسم إلى كميات أكبر من الماء بعد ساعات قليلة".

ويضيف "تأتي السكريات في المرحلة الثانية، ويفضل تناول قطعتين من الفاكهة الغنية بالماء أيضا (كالفراولة والبطيخ والبرتقال) أو كوباً من العصير الطازج، ثم اختتام الوجبة بشرب الماء".

وتنصح خدمة الصحة الوطنية البريطانية بتجنب شرب الشاي والقهوة لأنهما مدران البول لاحتوائها على الكافيين (خاصة لمن يعانون من مشكلة السلس البولي). ويؤدي فقدان الجسم للسوائل إلى الحاجة إلى تعويضها، والإصابة بالجفاف الذي يخلق مشاكل صحية مثل الصداع وانخفاض ضغط الدم ومشاكل في الكلى وغيرها.