تحذير أممي من تكرار سيناريو الغوطة الشرقية في إدلب

نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة تتهم روسيا وغيران وحزب الله بإطالة أمد الأزمة في سوريا في تصريح رد عليه المندوب الروسي باتهامها بإشعال المواجهة بدل التركيز على التوصل إلى حل.

دي ميستورا: المدنيون في ادلب سيدفعون ثمنا باهظا
مواجهة في مجلس الأمن بين موسكو وواشنطن
حملة تهجير واسعة تتربص بأهالي ادلب
دي ميستورا يطالب بتنفيذ القرار رقم 2254

نيويورك - حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي الأربعاء، من تكرر سيناريو الغوطة الشرقية في محافظة إدلب شمالي سوريا وأن المدنيين سيدفعون "ثمنا باهظا".

وجاء تحذير الوسيط الأممي في الإفادة قدمها لأعضاء مجلس الأمن خلال جلستهم المنعقدة لبحث تطورات الأزمة السورية.

وقال "إذا شهدنا سيناريو الغوطة الشرقية يتكرر مرة أخرى في إدلب فسوف يكون الوضع أسوأ ست مرات لأكثر من 2.3 مليون شخص نصفهم من النازحين داخليا".

وفي 22 مارس/آذار بدأت أعمال تهجير واسعة من الغوطة الشرقية، بموجب اتفاقات بين الحكومة السورية والمعارضة إثر حملة برية وجوية لقوات النظام بدعم روسي، استخدمت خلالها غازات سامة.

وأضاف دي ميستورا "إذا أغمضنا أعيننا عن إدلب، سيدفع المدنيون ثمنا باهظا والوكالات الإنسانية تم سحقها هناك".

وإدلب هي إحدى مناطق "خفض التوتر" التي أنشئت في إطار اتفاق أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران)، أنها توصلت إليه منتصف سبتمبر/أيلول 2017، وتضم هذه المناطق أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال) وحماة واللاذقية.

وشدد المبعوث الأممي على ضرورة "التغلب على التحديات التي تعيق تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254" وتعهد بمواصلة التشاور مع "جميع أطراف المصلحة بغية تنفيذ القرار".

ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي بهدف إجراء تحول سياسي.

وناشد دي ميستورا أعضاء المجلس تقديم الدعم اللازم من أجل استمرار عمل مناطق خفض التصعيد.

وأشار إلى أن "الأطراف المعنية بإمكانها وضع بعض القواعد في هذا الصدد وهو ما يتطلب دعما قويا من المجلس ومن الدول التي لديها نفوذ على تلك الأطراف المعنية".

وعقب انتهاء المبعوث الأممي من إفادته، شنت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدي الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كوري هجوما حادا علي إيران وروسيا وحزب الله اللبناني واتهمتهم بـ"الوقوف وراء استمرار الأزمة في سوريا".

ورد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بوليانسكي على تلك الاتهامات قائلا "أعتقد أن السفيرة الأميركية تسعى إلى إشعال المواجهة خاصة وأن المبعوث الأممي دي ميستورا دعانا لتوه إلى تركيز الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية".

وأضاف "خلال اجتماع أستانا الذي أنهى أعماله أمس (الثلاثاء) نظرنا في تسوية عدد من المسائل السياسية والإنسانية بما في ذلك الوضع في مناطق خفض التصعيد".

واتفقت الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران) الثلاثاء على "استمرار عمل مناطق خفض التصعيد وحمايتها وحماية نظام وقف إطلاق النار في سوريا"

وأكد البيان الختامي لمؤتمر أستانا "التزام الدول الضامنة القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا ووجوب احترام هذه المبادئ على الصعيد العالمي".