تحقيق مستقل ينصف الأونروا في مواجهة الاتهامات الإسرائيلية

مراجعة بشأن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تخلص إلى أن لديها أطرا قوية لضمان الامتثال لمبادئ الحياد الإنساني.

بيروت - خلصت مراجعة بشأن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى أن لديها أطرا قوية لضمان الامتثال لمبادئ الحياد الإنساني، إلا أن هناك مشكلات قائمة، مشيرا إلى أن الاتهامات الإسرائيلية للمنظمة الأممية بالتورط في هجوم حماس يفتقر إلى البراهين.

وجاء في تقرير، قد يدفع بعض المانحين إلى مراجعة تجميد التمويل، أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة داعمة لادعائها بأن عددا كبيرا من موظفي الأونروا أعضاء في منظمات إرهابية.

وأشارت المراجعة إلى أن لدى أونروا "نهجا متطورا تجاه الحياد يفوق منظمات الأمم المتحدة الاخرى أو مثيلاتها من منظمات الإغاثة"، مضيفة "برغم هذا الإطار القوي، فإن مشكلات متعلقة بالحياد لا تزال قائمة".

وألمحت إلى أن تلك المشكلات تشمل بعض الموظفين الذين يعبرون علنا عن آرائهم السياسية والكتب المدرسية التي تُدرس في بعض مدارس أونروا وبها محتوى إشكالي ونقابات الموظفين التي لها نشاط سياسي وتشكل تهديدا على إدارة الوكالة الأممية وتعطل عملها.

وأوصى التقرير بوضع "عملية تدقيق مستمرة، لاسيما في حالة ترقية الموظفين" ووصف أونروا بأنها "لا يمكن الاستغناء عنها ولا غنى عنها للتنمية البشرية والاقتصادية للفلسطينيين".

وعينت الأمم المتحدة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا لقيادة مراجعة الحياد الخاصة بالأونروا في فبراير/شباط بعدما زعمت إسرائيل أن 12 من موظفي الوكالة شاركوا في الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، وهو الهجوم الذي أشعل فتيل حرب غزة.

وفي تحقيق منفصل، تنظر هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة في الاتهامات الموجهة لموظفي الأونروا البالغ عددهم 12 موظفا.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل قدمت ادعاءات علنية، استنادا إلى قائمة لموظفي الأونروا كشفت عنها في مارس/آذار بأن عددا كبيرا من موظفي الوكالة هم "أعضاء في منظمات إرهابية"، مضيفة أن الدولة العبرية لم تقدم بعد أدلة داعمة.

واتهمت إسرائيل 'الأونروا' بأن بعض موظفيها شاركوا في عمليات خطف وقتل خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أشعل شرارة الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأوقفت أكثر من عشرة دول من بينها مانحون رئيسيون مثل الولايات المتحدة وألمانيا تمويلها للوكالة، ما جعلها تواجه عجزا عن دعم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون عليها للحصول على المساعدات يوميا.

وأشار تقرير سابق إلى أن إسرائيل تخطط لتصفية الوكالة الأممية ووضع حد لتواجدها في غزة بعد انتهاء الحرب الدائرة، عبر اتهامها بالتعاون مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينة "حماس".

وتأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين لمساعدة لاجئي حرب 1948 بعد تأسيس دولة إسرائيل في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني وتعتني الأونروا بالملايين من أحفاد اللاجئين الأوائل في الأراضي الفلسطينية وخارجها وتوظف نحو 13 ألفا في غزة.