'تراث' تسلط الضوء على النمر العربي

المجلة الإماراتية في عددها الجديد تتناول عددا من الموضوعات والمقالات بينها 'رباعيات روحانية' و'الفنون في الأندلس'.

صدر حديثا في أبوظبي العدد 298 لشهر أغسطس/آب 2024 من مجلة "تراث" التي تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وتعنى بالتراث الإماراتي والخليجي والعربي والإنساني.

وتصدر العدد ملفا خاصا حمل عنوان "النمر العربي رمز ثقافي وبيئي في ذاكرة الجزيرة العربية" تضمن ستة عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وجاء في افتتاحية العدد التي كتبتها رئيسة التحرير شمسة الظاهري أن النمر العربي هو رمز ثقافي وبيئي وجمالي لشبه الجزيرة العربية موطنه الأصلي، لافتة إلى أنه على الرغم من جذوره العميقة في الثقافة والتاريخ العربي، حيث يظهر في النقوش الصخرية، والأدب الشعبي، إلا أن هذا "المفترس الجميل" يواجه تحديات كبيرة تهدد وجوده.

وأوضحت الظاهري أن فقدان الموائل والصيد الجائر سواء للحصول على فراءه أو حماية الماشية، هو السبب الرئيسي في تراجع أعداد النمر العربي إلى فقدان بيئته الطبيعية وتجزئتها، وأن هذه العوامل مجتمعه دفعت هذا النوع إلى حافة الانقراض في العديد من المناطق.

ونوّهت بالجهود المبذولة لحماية النمر العربي وإعادة تأهيل بيئته، حيث شهد عام 2014 إطلاق تحالف دولي غير مسبوق يهدف إلى إنقاذ النمر العربي وجميع أنواع "السنوريات"، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر الدول التي تعمل على حماية النمر العربي من الانقراض عبر الكثير من المبادرات، مثل إنشاء جمعية للرفق بالنمر العربي، وتعاونها مع منظمات عربية ودولية من أجل الحيلولة دون انقراض النمر العربي.

واعتبرت شمسة الظاهري أن النمر العربي ليس مجرد حيوان، بل هو رمز للقوة والجمال والغموض، وهو جزء لا يتجزأ من هوية المنطقة.

النمر العربي في التراث الأدبي

وفي ملف العدد: نقرأ لخالد صالح ملكاوي "النمر العربي.. الأيقونة الحية"، ويسلط خالد محمد القاسمي الضوء على "النمر العربي.. بين الرمزية الثقافية وشبح الانقراض"، وتكتب عائشة علي الغيص "النمر العربي.. رمز ثقافي وبيئي وجمالي في ذاكرة الجزيرة العربية"، ونطالع لمحمد فاتح صالح زغل: "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح ألفاظ الحيوان وما دار في فلكه"، ونتابع  للولوة المنصوري مقالها: "النمر العربي.. ولم الشتات"، فيما تتوقف أماني إبراهيم ياسين عند تصدر الشارقة لمراكز الإكثار العربية بـ34 نمرا، وكيف يسهم التدخل الجيني في إنقاذ النمر العربي من الانقراض.

ومن جانبه، يُسلط أحمد حسين حميدان الضوء على "النمر العربي في حضوره اللافت بين بيئته الجبلية وفضاء القصائد الشعرية"، ويتتبع سرور خليفة الكعبي "النمر العربي.. بين زمنين"، وحملت مشاركة الأمير كمال فرج عنوان "من صداقة القتال الكلابي إلى سيف نمر.. بين عدوان الدلالات الرمزية للنمر في القصيدة العربية"، وتوقفت مريم سلطان المزروعي عند موضوع "النمر العربي.. بين الانقراض والاستدامة".

ونقرأ في الملف أيضا "النمر في التراث الأدبي" لقمر صبري الجاسم، "إعادة إدخال النمور العربية إلى البرية مع الاستعادة الشاملة للبيئة الطبيعية بالعلا في المملكة العربية السعودية" لمحمد فاتح صالح زغل، و"النمر العربي رمز ثقافي مهدد بالانقراض" لفاطمة سلطان المزروعي، و"النمر العربي في التراث والثقافة وتحديات الانقراض" لأماني محمد ناصر، و"النمر العربي ذلك الرمز التراثي الجميل" لمحمد نجيب قدورة. واختتمت المجلة الملف بموضوع "النمر المتواري بين سطور الشعر وأوراق الأدب" لنوزاد جعدان.

الأبواب الخفية

وفي موضوعات العدد: يكتب عبدالفتاح صبري عن "الأبواب الخفية "، ونقرأ للدكتور شهاب غانم شعر "رباعيات روحانية"، وتكتب نورة صابر المزروعي عن "الفنون في الأندلس"، ونقرأ لخالد عمر بن قفه "خاتم سليمي.. طرح علاقة الثنائيات والتناقضات"، ويناقش شريف مصطفى محمد موضوع "النظريات الاجتماعية: من رؤى الحالمين إلى اختيارات الطامعين"، ويسلط أحمد عبدالقادر الرفاعي الضوء على "انثروبولوجيا المكان والتراث في رواية: تربيع أول للكاتب الإماراتي سعيد الحنكي"، أما حمزة قناوي فنقرأ له "الخط العربي.. تجسيد الإبداع وحضور التاريخ"، وتؤكد لنا شيخة الجابري في مقالها على أن "الحب الأول.. ليس تجربة".

وفي العدد أيضا يحاور هشام أزكيض "حمدة محمد الزرعوني"، ونتعرف من مشاركة مريم التقبي على سيرة الشاعرة الكويتية "رسمية هويدي العازمي.. وديوان عابرة سبيل"، وفي الصفحة الأخيرة تكتب فاطمة حمد المزروعي "خروفة أم الدياية".

يذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي، والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشنون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.

وتعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي في إطار سعيها لأن تكون منارة ثقافية وفكرية، تنير بصفحاتها وأعدادها الثقافية ما يليق بعقول قرائها.