تراث تفتح صفحات من حضور اللؤلؤ في الموروث الإماراتي

رئيسة التحرير شمسة الظاهري: اللؤلؤ جزء أصيل من قصة تاريخ وتراث دولة الإمارات في مراحله المختلفة.

صدر حديثاً في أبوظبي، العدد 286 لشهر آب/أغسطس 2023، من مجلة "تراث"، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات - مركز زايد للدراسات والبحوث.. وتُعني بالتراث الإماراتي والخليجي والعربي والإنساني.

وتصدّر العدد ملفاً خاصاً حمل عنوان "اللؤلؤ في الإمارات: موروث واستدامة"، وتضمن ستة عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وجاء في افتتاحية العدد التي كتبتها رئيسة التحرير شمسة الظاهري،أن اللؤلؤ جزء أصيل من قصة تاريخ وتراث دولة الإمارات في مراحله المختلفة، وإن اللؤلؤ كلمة لم تقتصر على دنيا الزينة والتنعم بل شاعت بمعانيها ومفرداتها المختلفة في أقوال العرب وفي عباراتهم وأمثالهم وفي ألقابهم وأسمائهم، وله قيمة ثقافية بمعطياته الكثيرة في التراث الفصيح والشعبي معاً، حيث تكونت لدى الناس مكونات ثقافية واسعة في موضوع اللؤلؤ وسائر متعلقاته... وكرمته اللغة العربية وفسحت له من الأسماء ما لم تفسح لكثير من الجواهر.

ولفتت "الظاهري"، إلى أن كلمة اللؤلؤ مثّلت لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة عصر رفاهية وعماد حياة... وأن دولة الإمارات اليوم تسعى جاهدة من أجل استدامة واستعادة هذا الموروث الحضاري العتيق.

كما نوّهت إلى أن الدولة ترعى جمعيات الغوص، وتنظم بطولات ورياضات بحرية مخصصة لليوان وللراغبين في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في أماكن وجوده في مياه الإمارات، وأن الدولة أسست الدولة الأندية التراثية التي تدعم هذا الموروث وتنقله للأجيال، كنادي تراث الإمارات الذي يقدم دورات تدريبية شعبية وميدالية لمنتسبيه ويُعلمهم أبجدية فلق المحار وفرز اللؤلؤ.

صيد اللؤلؤ موروث ثقافي أسطوري

وفي ملف العدد: نقرأ لخالد بن محمد القاسمي "صيد اللؤلؤ بين تاريخ الأجداد ومحاولات الاستدامة"، ويسلط خالد صالح ملكاوي الضوء على " تكاملية تكريم اللؤلؤ في أقدم مناطق الغوص عبر التاريخ"، ويكتب الفضل أبوعاقلة "ضمن سياسات الاستدامة "لؤلؤ أبوظبي" يحيي إرث الأجداد"، ويحاور صلاح أبوزيد الباحث السيد مصطفى الفردان حول اللؤلؤ: مردود اقتصادي وثقافي ومصدر حيوي للدخل المستدام"، ويكتب أحمد حسين حميدان "الإمارات من أصداف البحر إلى أصداف المتاحف والأدب والشعر"، وتوقف جمال مشاعل عند موضوع"استدامة اللؤلؤ في الموروث الشعبي والثقافي"، ويرصد الدكتور محمد فاتح زغل "اللؤلؤ في السرديات الشفاهية الإماراتية"، ونقرأ للولوة المنصوري "إن للؤلؤ عيون"، وجاءت مشاركة عبير علي بعنوان "الكتب تحفظ بريق اللؤلؤ وتقاليد استخراجه في دولة الإمارات"، ونطالع لفاطمة المزروعي "اللؤلؤ في الإمارات.. عصب الاقتصاد وقصص محفوفة بالمخاطر"، وتكتب منى حسن: "صيد اللؤلؤ في الإمارات موروث ثقافي أسطوري ممتد لآلاف السنين"، ونقرأ لمحمد نجيب قدورة "حكاية اللؤلؤ تاريخ وتراث دولة الإمارات"، وتناولت موزة سيف المطوع موضوع " اللؤلؤ في أسماء النساء"، وكتبت مريم سلطان المزروعي "الغوص في الأعماق.. تنافسية للاستدامة"، وتتبعت أسماء يوسف الكندي "اللؤلؤ وأهميته في الخليج العربي في العصرين الوسيط والحديث: نماذج مختارة"، واستعرض لنا علي تهامي موضوع " الغوص على اللؤلؤ في كتابات الرحالة والمؤرخين".

الحداثة الشعرية بين الرفض والقبول

وفي موضوعات العدد: يواصل عبدالفتاح صبري، سلسلة مقالاته عن "الباب"، ويصحبنا ضياء الدين الحفناوي في جولة بين معالم القاهرة، وفي "تراث القصيد" نطالع قصيدة للشاعر علي بن رحمة بن سالم الشامسي، وفي "جواهر القاف" اختارت لنا نايلة الأحبابي قصيدة "حمد بن أحمد بن حمد بن خلفان بن سوقات الفلاسي"، ونقرأ لمحمد عبد العزيز السقا "رحلة شاعر الغسقية والغروبية الإيطالي غويدو غوتسانو"، ويناقش الدكتور عبدالرزاق الدرباس قضية "الحداثة الشعرية بين الرفض والقبول"، ويتابع الدكتور محمد فاتح زغل حديثه عن "بندار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح"، ويرصد الأمير كمال فرج "القيم الأخلاقية في منهج السنع الإماراتي".

ذكريات زمن البدايات

وفي موضوعات العدد أيضاً، وفي زاويته "ذكريات زمن البدايات"، يضيئ خليل عيلبوني على "مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة العين"، وفي "تراث السيرة"، يكتب محمد أحمد السويدي "المتنبي عظام في تابوت"، وفي "أوراق تراثية" نقرأ لقاسم خلف الرويس "الحياة على  الشفاه"، وأما حمزة قناوي فنقرأ له "نقض السرديات الكبرى في "كيميا" لوليد علاء الدين"، وتوقفت نورة صابر المزروعي عند "فنون الرقص العلاجية"، وتنقل لنا فيبي صبري بعضا من "روائع التراث السينمائي العالمي"، ويقرأ لنا خالد عمر بن قفه "روسينانت الحب السّامي"، وفي زاوية "إضاءة" كتب شريف مصطفى محمد "التراث والذاكرة المجتمعية"، وفي زاوية "سوق الكتب"، نطالع لهشام أزكيض ""البروفيسور داود ماهر محمد الشمرييفكك ألغاز مناهج البحث العلمي في التراث الثقافي غير المادي"، وفي زاوية "قصيد" نطالع للشاعر الدكتور شهاب غانم قصيدة "رباعيات في ذكر الله"، وفي زاوي "إضاءة" نقرأ لوليد علاء الدين "أود أن أعود إلى الأوهام"، وفي زاوية "نجوم لا تغيب" نتعرف من خلال مريم النقبي على سيرة ومسيرة الشاعر الراحل "حمد بن سهل الكتبي"، ويحاور الفاضل أبوعاقلة الفنان التشكيلي "جلال لقمان"، وعلى الصفحة الأخيرة نقرأ لفاطمة حمد المزروعي "حي بنتي من لفت".

يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.    

وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.

وانطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.