'تراجع' كورونا يُقرب سوق النفط من استعادة توازنها

تصريحات الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط تشير إلى أنه من غير المرجح إدخال تغييرات جذرية على اتفاق تحالف أوبك+ والذي يبقى في النهاية مرتبط بمسار فيروس كوفيد 19.
تعافي الطلب على النفط يبقى رهين احتواء فيروس كورونا
تخفيف تدابير العزل الصحي ترفع تدريجيا الطلب على النفط

لندن/دبي - قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد باركيندو اليوم الاثنين إن سوق النفط تقترب من الوصول إلى التوازن بفضل ارتفاع تدريجي للطلب على الخام وذلك قبل يومين من اجتماع مقرر بين أوبك وحليفتها روسيا لتقرير ما إذا كان سيجري تخفيف تخفيضات الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب.

وتأتي تصريحات باركيندو بينما تسود مخاوف من موجة ثانية لفيروس كورونا أشد وأعنف من الموجة الأولى التي لاتزال تلقي بظلال ثقيلة على اقتصادات العالم وعلى الطلب العالمي على النفط رغم تخفيف القيود على حركة النقل والتنقل والتجارة.

وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها المعروفون باسم أوبك+، الإنتاج منذ مايو/أيار بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا بعد أن دمرت أزمة فيروس كورونا ثلث الطلب العالمي وتسببت في انهيار الأسعار.

وبعد يوليو/تموز، من المقرر تخفيف التخفيضات إلى 7.7 ملايين برميل في اليوم حتى ديسمبر/كانون الأول على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد ربما في انتظار عملية تقييم شاملة لنتائج الخفض على ضوء تطور مسار كورونا.

وتجتمع لجنة تسمى لجنة المراقبة الوزارية المشتركة يوم الأربعاء للتوصية بالمستوى التالي من التخفيضات.

وقال باركيندو "إعادة الفتح التدريجي للاقتصادات والمجتمعات حول العالم وفرت عودة مطلوبة بشدة في الطلب"، في حين ساعدت تخفيضات المعروض "على كبح اتجاه متزايد بسرعة للمخزونات"، مضيفا "اتجاهات العرض والطلب هذه تساعد في تقريبنا خطوة بخطوة نحو تحقيق سوق متوازنة".

ويشير هذا التقييم من باركيندو خلال عرض بُث عن بعد اليوم الاثنين، إلى أنه من غير المرجح إدخال تغييرات جذرية على اتفاق أوبك+. ولم يعلق الأمين العام بصورة مباشرة على ما إذا كان المنتجون سيخففون تخفيضات الإمداد.

وقالت مصادر بأوبك+ الشهر الماضي إن أوبك وروسيا من المرجح أن تخففا التخفيضات اعتبارا من أغسطس/آب، لكن في كل الأحوال يبقى هذا الأمر مرتبط بمدى احتواء فيروس كورونا، حيث يساعد تطويق الجائحة العالمية على العودة التدريجية للحياة إلى طبيعتها في أنحاء العالم.

لكن تحذيرات منظمة الصحة العالمية تشير بكل وضوح إلى أن الوضع لايزال خطيرا من دون أن تستبعد موجة ثانية للفيروس الذي أودى بحياة عشرات الآلاف حول العالم وتسبب في ضرر بالغ اقتصاديا واجتماعيا.

ويمكن أن تكون الزيادة الحقيقية في الإنتاج أقل من مليوني برميل يوميا بالنظر إلى أن العراق وبلدانا أخرى تعهدوا بامتثال يزيد عن حصصهم للتعويض عن عدم تنفيذ كل تخفيضاتهم في مايو/أيار ويونيو/حزيران.

وذكرت مصادر في صناعة النفط أن صادرات السعودية من النفط في أغسطس/آب ستبقى كما هي في يوليو/تموز إذ أن البراميل الإضافية التي من المنتظر أن تضخها المملكة سيجري استخدامها محليا.