ترامب يؤجل لقاء ثانيا مع بوتين تحت وطأة ضغوط داخلية

الكونغرس يستجوب وزير الخارجية مايك بومبيو حول وعود سرية محتملة قد يكون دونالد ترامب قطعها لفلاديمير بوتين خلال قمتهما في هلسنكي.

بومبيو يصف قمة هلسنكي بأنها كانت مهمة إلى حدّ لا يوصف
ترامب يرجئ اللقاء مع بوتين حتى انتهاء التحقيق في التدخل الروسي
 الرئيس الأميركي واجه انتقادات حادة لتساهله مع بوتين في قمة هلسنكي

واشنطن - قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم الأربعاء إن الرئيس دونالد ترامب سيؤجل اجتماعا ثانيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى العام القادم بعد انتهاء التحقيق الاتحادي بشأن تدخل روسيا في الانتخابات.

وقال بولتون في بيان "الرئيس يعتقد أن الاجتماع الثنائي المقبل مع الرئيس بوتين ينبغي أن يتم بعد أن تنتهي حملة الملاحقة المتعلقة بروسيا، لذلك اتفقنا على أن يكون بعد بداية العام".

وواجه ترامب عاصفة من الانتقادات بعد قمته في الأسبوع الماضي مع بوتين في هلسنكي بعدما بدا أنه يصدق على تأكيد الزعيم الروسي بأن موسكو لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وخلصت أجهزة المخابرات الأميركية إلى أن موسكو تدخلت للتأثير على نتيجة التصويت لصالح ترامب، ويحقق مستشار خاص فيما إذا كانت حملة ترامب تعاونت مع الروس.

ورفض ترامب الانتقادات وقال إنه أخطأ في التعبير ثم وجه دعوة لبوتين لزيارة واشنطن في الخريف.

وتأتي هذه التطورات بينما استجوب أعضاء مجلس الشيوخ الأربعاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول وعود سرية محتملة قد يكون دونالد ترامب قطعها لفلاديمير بوتين خلال قمتهما في هلسنكي.

وكان موقف الرئيس الأميركي الذي اعتبر متساهلا حيال نظيره الروسي خلال القمة أثار استياء العديد من أعضاء الكونغرس الأميركيين.

وكانت لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ تسعى منذ فترة لاستجواب وزير الخارجية بشأن تقرير عن اجتماع آخر هو القمة التاريخية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون في 12 يونيو/حزيران في سنغافورة.

وازداد إصرارهم على استجواب بومبيو بعد قمة هلسنكي في 16 يوليو/تموز وخصوصا المؤتمر الصحافي الذي رأى فيه العديد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تساهلا كبيرا من ترامب حيال بوتين.

وقال رئيس لجنة الخارجية الجمهوري بوب كوركر ملخصا المسألة الثلاثاء إن "المؤتمر الصحافي في هلسنكي كان لحظة حزينة لبلدنا".

وسيكون هذا بالتالي الموضوع الرئيسي لجلسة الاستماع المقررة في الساعة  19:00 بتوقيت غرينيتش الأربعاء.

وقال بومبيو الثلاثاء "سأتناول العديد من المسائل بما فيها العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا"، معتبرا أن قمة هلسنكي التي كانت الأولى بين الرئيسين كانت "مهمة إلى حد لا يوصف".

وأضاف "التاريخ سيذكر أنها كانت مفيدة لباقي العالم". ودعا الرئيس الأميركي نظيره الروسي للقاء جديد في البيت الأبيض الخريف المقبل.

وعبّر وزير الخارجية الأميركي عن أسفه لأنّ التصميم "غير المسبوق" برأيه، الذي تبديه إدارة ترامب في "التصدي لسلوك روسيا المضر في جميع أنحاء العالم"، لا يلقى ترحيبا أكبر في واشنطن.

ويعني هذا بوضوح أن الطبقة السياسية لم تطمئن إلى مواقف ترامب في فنلندا وخصوصا بالنسبة إلى تجاهله الكلام مع بوتين في ما يقال عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 2016.

وانتقد البرلمانيون الديمقراطيون وكذلك الجمهوريون ترامب لأنه أعطى وزنا لنفي بوتين التدخل في الانتخابات أكبر مما أعطى لتقارير الاستخبارات الأميركية التي تؤكد حدوث هذا التدخل في الحياة الديمقراطية الأميركية. واضطر ترامب للتراجع عن تصريحاته، مؤكدا أنه أسيء فهمها.

وانتقد البرلمانيون والمراقبون ترامب أيضا لأنه بدا عاجزا عن انتقاد روسيا بحضور رئيسها.

وأخيرا، تحدثت موسكو عن "اتفاقات" بين الرئيسين، ما جعل القمة التي عقداها على انفراد بحضور مترجميهما فقط، موضوعا لتكهنات عديدة.

وقال ترامب في تغريدة على "تويتر" الاثنين الماضي "لم أتنازل عن شيء"، بينما تحدثت وزارة الخارجية الأميركية عن ثلاثة "مقترحات متواضعة" تتضمن إنشاء "مجموعة عمل بين رؤساء شركات" من البلدين، و"مجلس خبراء" يضم سياسيين ودبلوماسيين سابقين ومسؤولين عسكريين سابقين من البلدين وأخيرا إجراء مناقشات بين مستشاري الأمن القومي لرئيسي الدولتين.

لكن المعارضة الديمقراطية هاجمت ترامب بعنف مطالبة بالمزيد من الشفافية وذهبت إلى حد محاولة استجواب مترجم الرئيس في الكونغرس، من دون جدوى.

وصرح زعيم الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية السناتور بوب مينينديز الذي يعمل على اقتراح قانون يدعمه الحزبان لتعزيز العقوبات على روسيا إن "الشعب الأميركي يملك حق معرفة ما يمكن أن يكون الرئيس وعد بوتين به في هلسنكي".

وأعرب الجمهوري كوركر عن أمله في أن يكون مايك بومبيو مطلعا على ما قيل في اللقاء المغلق في فنلندا. وقال "سأشعر بخيبة أمل إذا اكتشفت أنه لا يعرف".

وينوي أعضاء مجلس الشيوخ أيضا استجواب وزير الخارجية حول التقدم الحقيقي في المفاوضات مع كوريا الشمالية التي تراوح مكانها على ما يبدو وحول تصريحات ترامب ضد إيران وعلاقاته المتوترة مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وكذلك حول حربه التجارية المثيرة للجدل.