ترامب يدعو لإخلاء طهران وسط توقعات بمشاركة أميركية في الحرب

تحذيرات الرئيس الاميركي تتزامن مع انتقال حاملة الطائرات الأميركية نيميتز الى منطقة الشرق الأوسط.
باريس وبرلين ولندن تحض طهران على التفاوض بأسرع ما يمكن بدون شروط مسبقة
اسرائيل تغتال رئيس أركان الحرب بعد فترة قصيرة من تعيينه
كاتس يهدد خامنئي بمصير صدام حسين
الصين تتهم ترامب بصب الزيت على النار في الصراع الاسرائيلي الايراني

طهران/القدس - تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ والتهديدات لليلة الخامسة على التوالي الثلاثاء، ما أثار مخاوف من تصعيد الحرب بين العدوين اللدودين إلى درجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى "إخلاء طهران فورا".
ورغم دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على تخفيف حدة المواجهة العسكرية المستمرة منذ الجمعة عندما شنت إسرائيل هجوما على إيران بهدف معلن، وهو منعها من الحصول على قنبلة ذرية.
وبعد موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إحداها التلفزيون الوطني الإيراني، فعّل البلدان دفاعاتهما الجوية خلال الليل مرات متكررة، في حين تستعد العواصم الغربية على ما يبدو لمزيد من التصعيد.
فقد حضّت الصين عبر سفارتها، مواطنيها على مغادرة إسرائيل في أسرع وقت ممكن متهمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بصب الزيت على النار، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها تنشر "موارد إضافية" في الشرق الأوسط لتعزيز "وضعيتها الدفاعية"، بحسب وزير الدفاع بيتر هيغسيث.
وبدأت حاملة الطائرات الأميركية نيميتز التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي وجهتها الإثنين للانتقال إلى الشرق الأوسط، بحسب البنتاغون.
من جهته، قال ترامب الذي قرر مغادرة قمة مجموعة السبع في وقت مبكر من مساء الاثنين بسبب الأحداث في الشرق الأوسط "يجب على الجميع إخلاء طهران فورا".
وأضاف في منشور على منصته تروث سوشال "كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي".
وأكد أن مغادرته المبكرة لقمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا "لا علاقة لها بوقف إطلاق نار" بين إسرائيل وإيران، آخذا بشدة على الرئيس الفرنسي تقديمه الوضع على هذا النحو.
وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على +وقف إطلاق نار+ بين إسرائيل وإيران".
وأضاف "هذا خطأ! لا يملك أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق نار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائما. أبقوا على السمع!".
لكن إيران انسحبت من هذه المحادثات بسبب الهجمات الإسرائيلية فيما تواصل ردّها، وقد أعلن الحرس الثوري إطلاق "الدفعة التاسعة من الهجمات المركّبة بمسيّرات وصواريخ والتي ستستمر بلا انقطاع حتى الفجر".
وانطلقت صافرات الإنذار مرتين فجر الثلاثاء في مناطق عدة في إسرائيل، خصوصا في الشمال، بعدما أعلن الجيش أنه "رصد صواريخ أطلقت من إيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية". لكن في المرتين، أبلغ السكان بعد فترة وجيزة بأنه أصبح بإمكانهم الخروج من الملاجئ.
ووفق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أسفرت الهجمات الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 24 شخصا على الأقل منذ الجمعة.

وأعلنت إيران الثلاثاء أنها دمرت خلال الليل "أهدافا إستراتيجية" في إسرائيل بواسطة مسيرات، في اليوم الخامس من المواجهة العسكرية المتواصلة بين الدولتين.
وقال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري "قامت مسيرات مدمرة من أنواع مختلفة مزودة قدرات تدمير واستهداف دقيق بتدمير مواقع إستراتيجية للكيان الصهيوني في تل أبيب وحيفا"، على ما نقل التلفزيون الرسمي الإيراني.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خصوصا، عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، بحسب حصيلة رسمية أعلنت الأحد.

ترامب يقول إن عودته المبكرة إلى واشنطن لا علاقة لها بوقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران
ترامب يقول إن عودته المبكرة إلى واشنطن لا علاقة لها بوقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران

وأعلن الهلال الأحمر الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره في ضربة إسرائيلية خلال أدائهم عملهم في العاصمة طهران الاثنين، فيما انقطع بث التلفزيون الوطني الإيراني لفترة وجيزة بسبب هجوم إسرائيلي على مبناه.
وأكّد نتنياهو مساء الإثنين أن إسرائيل "تغير وجه الشرق الأوسط" بحملة ضرباتها على إيران في رابع أيام التصعيد بين البلدين العدوين.
وعرض خلال مؤتمر صحافي عبر التلفزيون ما وصفه بنجاحات تم تحقيقها منذ بدء الهجوم على الجمهورية الإسلامية، ومن أبرزها قتل عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين الإيرانيين، متوعدا "سنقضي عليهم واحدا واحدا".
كما تحدث عن "تنسيق جيد مع الولايات المتحدة" في ما يتعلق بأهداف إسرائيل العسكرية ضد إيران.
وأضاف أن نظرة الإيرانيين لحكومتهم قد تغيرت، معتبرا أنهم رأوا أنها "أضعف بكثير مما كانوا يعتقدون"، معتبرا أن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من شأنه أن "يضع حدا للنزاع".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قتل المسؤول العسكري الإيراني علي شادماني قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، في ضربة جوية خلال الليل واصفا إياه بأنه "رئيس أركان الحرب في إيران".
وجاء في بيان للجيش "في أعقاب معلومات استخبارية دقيقة وانتهاز فرصة عاجلة خلال ساعات الليل هاجمت طائرات حربية لسلاح الجو مقر قيادة في قلب طهران وقضت على المدعو علي شادماني رئيس أركان الحرب في ايران وأعلى قائد عسكري والأكثر قربًا إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي". واعتبر الجيش أن قتل شادماني يمثل "ضربة إضافية للقوات المسلحة الإيرانية".

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومي بيندر، إن شعبته "قدمت المعلومات الاستخبارية التي مهدت الطريق إلى طهران وقريبًا ستحقق اختراقات في مناطق أخرى" وذلك خلال مخاطبته لضباط وجنود شعبته، وفق ما نشره الثلاثاء، حساب الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس".
وقال لهم: "قدمتم المعلومات الاستخباراتية التي مهدت الطريق إلى طهران، ما مكّن من مهاجمة هيئة الأركان العامة الإيرانية".
وأضاف: "وقريبًا ستحققون اختراقات في مناطق أخرى أيضًا، لقد أثبتم أنكم تعرفون كيف تخترقون الحدود وتصلون إلى أي هدف" دون مزيد من التفاصيل.
وأردف بيندر "تذكروا دائمًا أننا لا نقاتل في ساحة واحدة فقط، نحن نقاتل إيران، لكننا نراقب رهائننا (الأسرى الإسرائيليين) في غزة، والتهديدات المختلفة التي يتعرض لها الجنود على الخطوط الأمامية والمدنيين في الجبهة الداخلية".

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي اسرائيل كاتس المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بمصير مماثل للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وخلال قمة مجموعة السبع، دعا ماكرون الاثنين إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل، محذرا من أن محاولة تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية بالقوة ستكون "خطأ استراتيجيا".
وأضاف "إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه أمر جيد جيدا".
وتابع "لكن إذا كان هناك التزام أميركي، مع اعتبار ما تمثله الولايات المتحدة في قدرة إسرائيلية على تنفيذ هذه العمليات لوجستيا وعسكريا، فسيكون أحد العناصر الوحيدة التي يمكن أن تغير الأمور".

كما حض وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران على "العودة بأسرع ما يمكن وبدون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات" حول برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي.

وأوضح المصدر أن جان نويل بارو وديفيد لامي ويوهان فاديبول الذين أجروا مباحثات مساء الإثنين مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، "دعوا إيران إلى الإحجام عن أي هروب إلى الأمام بما يتعارض مع المصالح الغربية، وأي توسع إقليمي وأي تصعيد نووي" على غرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الخروج من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية أو تخطي نسب التخصيب المسموح بها.

وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الثلاثاء على ضرورة التهدئة العاجلة في الشرق الأوسط حيث تتبادل إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ منذ يوم الجمعة. كما شددت كالاس على ضرورة ألا تطور طهران قنبلة نووية.
وقالت للصحفيين بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "اتفقنا جميعا على الحاجة الملحة للتهدئة، وعلى أنه لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، وأن الدبلوماسية هي الحل لمنع ذلك، وسيقوم الاتحاد الأوروبي بدوره". وأضافت "لا يمكننا التساهل مع إيران التي تسرع برنامجها النووي".

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الهجمات الإسرائيلية ضد بلاده "توجه ضربة" إلى الدبلوماسية خلال مكالمة هاتفية الاثنين مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
ورأى وزير الخارجية الإيراني الاثنين إن الولايات المتحدة قادرة على وقف الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية "باتصال هاتفي واحد".

وأكد الكرملين الثلاثاء استعداده للعب دور الوسيط في النزاع بين إسرائيل وإيران إلا أنه رأى أن اسرائيل "متحفظة" على القبول بوساطة خارجية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "في الوقت الحالي، نلاحظ تحفظا تبديه إسرائيل في اللجوء إلى الوساطة والانخراط في مسار سلمي نحو التسوية". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح وساطته في النزاع.

واندلع النزاع فيما كانت تخطط إيران والولايات المتحدة لعقد جولة جديدة من المفاوضات في سلطنة عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني الأحد. ويشتبه الغرب وإسرائيل بأن إيران تسعى إلى تصنيع سلاح نووي، إلا أن طهران تنفي ذلك وتدافع عن حقها في تخصيب اليورانيوم من أجل تطوير برنامج نووي مدني.
وقال نتنياهو إن إسرائيل "دمرت المنشأة الرئيسية" في موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت الاثنين أنه "لا يوجد مؤشر على وقوع هجوم" ضد الجزء الواقع تحت الأرض من الموقع الذي يضم مصنع التخصيب الرئيسي.