ترامب يدفع التوتر التجاري إلى ذروته على أكثر من جبهة

الرئيس الأميركي يتهم الصين ودول الاتحاد الأوروبي بالتلاعب بأسعار العملة فيما دعته الصين إلى التوقف عن إثارة فوضى تجارية من شأنها أن تهدد استقرار النظام العالمي.

الصين تحذر الولايات المتحدة من إثارة فوضى تجارية
أوروبا تعمل على إجراءات مضادة لرسوم ترامب لكنها ستكون الحل الأسوأ
ميركل تتهم ترامب بانتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية

واشنطن/بكين - اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة الاتحاد الأوروبي والصين بالتلاعب بالعملة وهاجم الاحتياطي الفدرالي قائلا، إن رفع الفائدة يضر بالاقتصاد.

وقال في تغريدة "تتلاعب الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بالعملة بخفض معدلات الفائدة في حين ترفعها الولايات المتحدة مع دولار يزداد قوة يوما بعد يوم ما يؤثر على قدرتنا التنافسية"، مضيفا "كالعادة هذا غير عادل".

واعتبر ترامب أنه "لا يجب معاقبة الولايات المتحدة لأن أوضاعها جيدة جدا". وتابع "رفع معدلات الفائدة يضر بكل ما حققناه حتى الآن".

وأجج الرئيس الأميركي التوترات التجارية مع الشركاء الأوروبيين وأيضا مع الصين والمكسيك وكندا بفرضه رسوما جمركية على واردات بلاده من الصلب والالمنيوم والسيارات فيما يدرس توسيعها لتشمل سلعا أخرى، وسط مخاوف من تصاعد حرب تجارية عالمية هي الأسوأ قد تؤثر بشكل كبير على نمو الاقتصاد العالمي.

وردت دول الاتحاد الأوروبي وروسيا بإجراءات انتقامية مماثلة تشمل فرض رسوم على سلع أميركية في أسواقها مع التركيز على المنتجات التي يدعم أصحابها ترامب في محاولة لتشديد الضغط على الرئيس الأميركي.  

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية اليوم الجمعة، إن "أقوال الولايات المتحدة وأفعالها" في ما يتعلق بالتجارة يجب أن تسهم في الحفاظ على النظام العالمي لا في إثارة الفوضى.

وجاءت تعليقات المتحدثة هوا تشون ينغ خلال إفادة صحفية اعتيادية في العاصمة بكين ردا على سؤال حول تصريحات صدرت عن المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو يوم الخميس قال فيها إن بكين تسبب إرباكا للاقتصاد العالمي.

وقالت هوا إنه "لا يوجد شيء أكثر ضررا من الفوضى"، مضيفة أنه باعتبار الولايات المتحدة "أقوى دولة في العالم، فينبغي لسياساتها وتصريحاتها بخصوص هذا الأمر أن تظهر قدرا من المسئولية على الأقل".

واشنطن تتشدد في الحمائية انطلاقا من وارداتها من الألمنيوم والفولاذ
ترامب دشن الحرب التجارية برسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم

وتابعت "يجب لسياسات الولايات المتحدة وأفعالها أن تسهم في الحفاظ على النظام العالمي وليس في إثارة الفوضى".

وتأتي هذه السجالات التجارية في الوقت الذي تتزايد فيه حدة النقاش داخل الصين حول أفضل طريقة يمكن من خلالها مواجهة النمو المتباطئ، إذ حث المحللون السلطات على زيادة التحفيز المالي وسط مخاطر متزايدة تتهدد ثاني أكبر اقتصاد في العالم نتيجة الصراع التجاري المرير الذي تخوضه مع الولايات المتحدة.

وتبادلت الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية على بضائع البلد الآخر، في تصعيد لنزاع تجاري يقلق الأسواق المالية.

ومع عدم وجود إشارة على تخفيف حدة ذلك التوتر، بدأت الصين في العمل على تيسير شروط سياستها النقدية.

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الجمعة إنها تعتقد أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من السيارات ستمثل مخالفة لقواعد منظمة التجارة الألمانية وتهدد رخاء الكثير من الناس.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إجراءات مضادة لكنها ستكون الحل الأسوأ.

وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي "نرى أن هذه الرسوم المحتملة ليست فقط انتهاكا لقواعد منظمة التجارة العالمية، لكن أيضا تهديدا حقيقيا لرخاء الكثيرين في العالم".