ترامب يستأنف التواصل مع السعودية أشهرا قبل الانتخابات الرئاسية

اتصال ترامب بولي العهد السعودي يكشف الأهمية البالغة التي يوليها المتنافسون في الانتخابات الرئاسية الأميركية لدور المملكة إقليميا ودوليا.
ترامب يوجه رسالة لبايدن بشأن تعزيز العلاقات مع القادة السعوديين قبل الانتخابات الرئاسية
سوليفان يؤجل خططه للسفر إلى السعودية هذا الأسبوع للقاء ولي العهد بسبب عارض صحي

واشنطن - أجرى المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في الآونة الأخيرة اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء عن مصدرين مطلعين فيما يشير هذا الاتصال للأهمية البالغة التي يوليها المتنافسون في الانتخابات الرئاسية لدور المملكة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح ما الذي ناقشه الجانبان وما إذا كان الاتصال هو الأول بينهما منذ غادر ترامب منصب الرئيس الذي شغله من 2017 إلى 2021.
لكن مراقبين يرون أن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خاصة الحرب على غزة والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل والتصعيد على الساحتين السورية واللبنانية إضافة للوضع الاقتصادي من بين الملفات المطروحة.
ويعتقد أن الاتصال في حال ثبوته محاولة من المرشح الجمهوري توجيه رسالة للرئيس الحالي والمرشح الديمقراطي جو بايدن بشأن قوة العلاقة التي تجمعه مع ولي العهد السعودي بالتوازي مع العلاقات المتوترة بين الرئيس الاميركي الحالي والأمير محمد رغم جهود الإدارة الأميركية لتحسينها في السنوات الأخيرة.
وشهدت العلاقات بين واشنطن والرياض خاصة في بداية عهد بايدن توترا على خلفية ملفات عديدة من بينها تصميم الرياض على تنفيذ سياستها النفطية متجاهلة كافة الضغوط الغربية في علاقة بالعقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب الاوكرانية بالإضافة إلى الشراكة المتنامية بين المملكة وبكين، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من النفوذ الصيني في المنطقة التي كانت لعقود فضاء إستراتيجيا بالنسبة إلى الأميركيين.
لكن الإدارة الأميركية سعت لتصحيح هذا الامر وعززت علاقتها مع المملكة بل وسعت مؤخرا لتحقيق اتفاق دبلوماسي أوسع نطاقا في الشرق الأوسط من شأنه أن يجعل السعودية تعترف بإسرائيل.

علاقات شهدت توترا رغم جهود بايدن لتحسينها
علاقات شهدت توترا رغم جهود بايدن لتحسينها

وفي المقابل عرفت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة في عهد ترامب تطورا كبيرا نظرا لقناعة المرشح الجمهوري بأهمية المملكة لبلاده وضرورة العمل على المحافظة على العلاقات الاستراتيجية والحيوية في مواجهة نفوذ دول مثل الصين وروسيا.
لكن مراقبين يقولون أيضا أن العلاقات شهدت في عهد الرئيس السابق يعض التوتر حيث رد ولي العهد السعودي في 2018 على تصريحات لترامب قال فيها إنه حذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز من أنه لا يمكنه أن يبقى في السلطة "لأسبوعين" من دون دعم الجيش الأميركي وطالبه بأن يدفع التكاليف.
ولم يقف ترامب على غرار بايدن بالقدر الكافي الى جانب الرياض في مواجهة تهديدات الحوثيين وخاصة هجماتهم بالمسيرات والصواريخ الباليستية ولم يزودهم بمنظومات متطورة للدفاع الجوي.
وبسبب إصابته بكسر في أحد أضلعه، أرجأ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان خططه للسفر إلى السعودية هذا الأسبوع للقاء ولي العهد.
وكان من المقرر أن يجري سوليفان محادثات مع ولي العهد وسط مساع أميركية لإحراز تقدم نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة إضافة لتناول تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.