ترامب يوبخ الحلفاء بشدة ويعانق خصومه

الرئيس الأميركي يعتبر أن اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قد يكون أسهل من قمة حلف شمال الأطلسي في اشتباك آخر يفاقم التوترات بين ضفتي الأطلسي ويزيد من مخاوف الحلفاء من تقارب أميركي مع "العدو" الروسي.  

ترامب يواصل هجومه على حلفائه في الأطلسي
روسيا تعتبر الناتو ثمرة للحرب الباردة
ترامب أعد العدّة لاشتباك أقوى مع حلفائه الغربيين
زيادة النفقات الدفاعية تفاقم التوتر بين واشنطن وبروكسل

بروكسل - اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أن اللقاء المرتقب في 16 يوليو/تموز مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي "قد يكون الأسهل" في جولته الأوروبية، في وقت يشتبك فيه مع حلفائه الأوروبيين قبل قمة حلف الأطلسي.

وغادر ترامب واشنطن صباح الثلاثاء باتجاه بروكسل حيث سيلتقي قادة أعضاء الحلف الأطلسي الـ29 يومي 11 و12 يوليو/تموز على أمل إظهار مشهد من الوحدة على الرغم من التوتر الصريح بين الحلفاء عبر الأطلسي في عدد من القضايا.

وفي تصريحات للصحافيين بشأن لقاءاته المقبلة في جولته الأوروبية، بما فيها أول قمة ثنائية مع بوتين الاثنين في هلنسكي، قال ترامب للصحافيين ""بصراحة، قد يكون بوتين الأسهل بينهم جميعا، من كان ليظن ذلك؟".

وتعهد ترامب بعدم السماح للاتحاد الأوروبي "باستغلال" الولايات المتحدة وهو يشير باستمرار إلى أن الاتحاد لا يقوم بما هو كاف لدعم الحلف الأطلسي ويستفيد "بشكل غير عادل" من التجارة مع الأميركيين.

وقال للصحافيين "بالتأكيد سيكون وقتا ممتعا مع حلف الأطلسي".

وتابع أن "حلف الأطلسي لا يعاملنا بشكل عادل لكنني أظن أننا سنتوصل لحل. نحن ندفع الكثير جدا وهم يدفعون القليل جدا"، متداركا "لكن سنصل إلى حل وكل الدول ستكون سعيدة".

وقبل وصوله إلى بروكسل، كتب ترامب على تويتر في الطائرة الرئاسية اير فورس وان إن "عدة دول في حلف شمال الأطلسي ندافع عنها، لا تكتفي بعدم الوفاء بتعهد الـ2 بالمئة لكنها تقصر منذ أعوام في تحمل نفقات لا تسددها. هل ستسدد المتأخرات للولايات المتحدة؟"، وذلك في سياق مطالبته المستمرة للأوروبيين بزيادة نفقاتهم العسكرية في إطار الحلف.

ترامب وبوتين في لقاء سابق
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤجج التوتر بين ضفتي الأطلسي بالتقارب مع الخصم الروسي

ويمكن أن تتحول قمة القادة الغربيين في بروكسل إلى خلاف علني جديد بعد قمة مجموعة السبع في كندا في يونيو/حزيران التي شهدت انقساما كبيرا.

وينظر إلى هذه القمة على أنها الأصعب منذ سنوات وسط مخاوف أن يصبح ترامب أكثر عدوانية تجاه التحالف التاريخي الذي يدعم الأمن الأوروبي منذ 70 عاما.

ويلتقي ترامب بوتين في العاصمة الفنلندية في 16 يوليو/تموزفي أول قمة ثنائية بينهما وسط تحقيقات جارية في الولايات المتحدة في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا.

ويخشى دبلوماسيون أوروبيون من تكرار سلسلة الأحداث التي سجلت في يونيو/حزيران حين اشتبك ترامب مع حلفائه الغربيين في قمة مجموعة السبع.

ووصف ترامب يومها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"غير الأمين والضعيف"، ثم أشاد بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون "الموهوب جدا" في قمة أعقبت ذلك مباشرة.

وقال دبلوماسي أوروبي أخيرا إن "ترامب "يوبخ حلفاءه بشدة ثم يعانق خصومه".

ووصف الكرملين الحلف الأطلسي كأحد مخلفات الحرب الباردة وذلك قبل القمة المرتقبة لقادة الحلف.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "موقفنا من حلف الأطلسي معروف تماما: هذا الحلف هو ثمرة الحرب الباردة والمواجهة في الحرب الباردة"، مضيفا أن الحلف "قد تشكل من أجل المواجهة وباسمها".

وأعد ترامب العدة للاشتباك في قمة الأطلسي، إذ كتب رسائل إلى عدد من قادة الحلف يوبخهم فيها على عدم وفائهم بالتزامهم في العام 2014 بإنفاق 2 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول 2024.

وقال ترامب لحشد من مؤيديه في تجمع هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة لن تبقى ذلك الشخص "الأحمق الذي يدفع كل شيء".

لكن البيانات الجديدة التي نشرت الثلاثاء تدعم ما قاله، إذ تظهر أن سبع دول فقط في الحلف، هي بريطانيا واليونان ولاتفيا واستونيا وبولندا وليتوانيا ورومانيا، قد تصل لهدف إنفاق 2 بالمئة من الإجمالي المحلي في العام 2018.

رغم ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الانفاق العسكري يرتفع في أوروبا منذ العام 2014 وأن الأعضاء يبذلون جهودا للوفاء بهدف الـ2 بالمئة وخصوصا ألمانيا التي دائما ما يهاجمها ترامب.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي إن "ألمانيا لديها خطط لزيادة إنفاقها (الدفاعي) 80 بالمئة من 2014 إلى 2024. ألمانيا تتحرك في الاتجاه الصحيح لكني أتوقع منها المزيد".