تركيا.. أردوغان يترنح والإخوان يستنجدون

الإخوان المسلمون ذهبوا فى دفاعهم عن نظام حزب العدالة والتنمية إلى أن دعم الليرة يقرب إلى الله وأن تحويل العملات الأجنبية قد يكون سببا فى النجاة من النار ومفتاح دخول الجنة وأحدهم خرج فى فيديو يزعم فيه أن سقوط الليرة التركية سيؤدى لاغتصاب نساء المسلمين.

بقلم: أحمد موسى

طوال الأيام الماضية تحدث أردوغان للأتراك عدة مرات عن سبب انهيار الليرة التى تهاوت أمام الدولار، وفى كل مرة يتحدث خلالها تنهار الليرة أكثر وأكثر مما يؤكد أن الأتراك لا يثقون فيما يروجه من مزاعم حول مخططات ومؤامرات ضد الاقتصاد التركى وهى التى سببت هذا الانهيار وغرق الليرة، ولم يعترف الحاكم أردوغان بأن قراراته وتغوله على السلطات وتحول النظام من برلمانى إلى رئاسي، والانفاق على البنية التحتية بقروض خارجية دون أن يكون هناك احتياطى لسداد فوائد الديون والتى تتجاوز 450 مليار دولار، حصلت عليها الحكومة التركية والقطاع الخاص من بنوك إسبانية وألمانية وفرنسية وبريطانية وصينية، وفشل السياسة المالية التى يتبعها الحاكم المتسلط كانت هى العامل الرئيسى وراء انهيار الليرة، وهبوطها بأرقام قياسية لم تحدث منذ تأسيس تركيا حول أردوغان فشل حكمه وسياساته ووضع الأمور المالية فى يد زوج بنته بيرات البيراق وزير المالية، من تحمله كامل المسئولية التى أغرقت الليرة إلى حرب يقودها البعض حسبما يزعم فى كل كلماته البلهاء والكاذبة التى تحدث بها للأتراك طوال الأيام الأخيرة.

أنفق أردوغان المليارات منذ 10 سنوات على المرافق والبنية التحتية بعد إسنادها للقطاع الخاص الذى حصل على قروض خارجية تراوحت بين 215 و 245 مليار دولار وحذرت المؤسسات المالية الدولية قبل 4 سنوات تركيا من تعرضها لهزة عنيفة فى السنوات المقبلة تماثل ما حدث لليونان قبل 4 سنوات والولايات المتحدة فى 2008 وردت تركيا على هذه التحذيرات بأن اقتصادها قوى وسيتحمل ويصمد أمام أى تداعيات خارجية واتضح أن الاقتصاد التركى هش ولا يتناسب مع التضخيم الإعلامى والسياسى له وعند حدوث مشكلات بسيطة لا تقارن بما تعرضت له مصر مثلا منذ 2011 حتى 2015 من مصاعب وحصار اقتصادى ومنع السياح من المجيء وعمليات إرهابية وحملات إعلامية مدفوعة وصمدت الدولة المصرية والشعب فى مواجهة كل ذلك واتخذنا القرارات الخطيرة التى تحملها الاقتصاد المصرى بكل قوة بعكس تركيا التى لم تتحمل قرارا أمريكيا واحدا أو مجرد تغريدة كتبها الرئيس ترامب بفرض جمارك على الألومنيوم والصلب بين 20 و50% وهذا القرار المفترض ألا يؤثر على اقتصاد دولة كانت توهم العالم بقوتها الاقتصادية، لأن حجم التبادل التجارى بين أمريكا وتركيا لا يتجاوز 20 مليار دولار يقسم مناصفة بينهما.

ما حدث فى تركيا يدفع الاستثمار للانسحاب ويوقف حركة الإنتاج بل أدى إلى وقف التعاملات فى بعض البنوك مما تسبب فى الفوضى والخوف على أموال المودعين، إلا أن المواطن التركى البسيط لا يمكنه شراء الخضار والفواكه ولا نقول اللحوم والأسماك التى أصبحت خلال الأيام الماضية تزيد ثلاثة أضعاف على سعرها الحقيقي، وخرج علينا أردوغان ومعه قنوات أذرع الإرهاب لتتحدث وتدعم الحاكم وتعتبر الدفاع عن الليرة دفاعا عن أحد أركان الإسلام، وتحول فشل أردوغان فى حكم تركيا إلى حرب على الدين، وأطلق الخونة ومنهم قناة تميم الهاشتاجات لرفع الروح المعنوية للأتراك ولدعم المخرب للاقتصاد التركى والممول للإرهاب فى العالم، وذهبت العصابة الإخوانية فى دفاعها إلى أن دعم الليرة يقربك إلى الله، وأن تحويل العملات الأجنبية قد يكون سببا فى نجاتك من النار ومفتاح دخولك الجنة، وأحد المخبولين الآخرين خرج فى فيديو يزعم فيه أن سقوط الليرة سيؤدى لاغتصاب نساء المسلمين، جرم يرتكبه هؤلاء المتنطعون من عصابة الإرهاب، ونجد نفس هؤلاء الخونة عندما قامت مصر بإجراءات اقتصادية، خرجوا علينا من أبواق الإرهاب ليزعموا أن دعم الجنيه المصرى معناه دعم الحكومة وليس الشعب.

هؤلاء هم العصابة الإخوانية المسلحة، التى تمارس التقية فى كل تصرفاتها، فهم ينفذون الأوامر ولا يجادلوا أو يناقشوا بل يلبون الأمر كالقطيع، ما علاقة الدين الإسلامى بشراء الليرة وما هو ذنب الشعب التركى ليدفع ثمن سياسات مالية فاشلة، ومن هو المواطن الذى يشترى الليرة المنهارة ويخسر ماله من أجل عيون الفاشل أردوغان، الذى لا تعرف له هوية فهو يجمع كل المتناقضات لن يتعافى الاقتصاد بل القادم هو الأسوأ، وسيركع مسيلمة الكذاب ليذهب إلى صندوق النقد الدولى ليحصل على قرض كبير سيصل لنحو 50 مليار دولار، ليستر عورات سياساته الفاشلة،