تركيا تتجاوز السراج وتعرض شروطها على الجيش الليبي

انقرة تشترط احترام الجيش الليبي لوقف اطلاق النار للاستمرار في ضماناتها في وقت تصعد فيه من عمليات نقل أسلحة ومرتزقة لصالح ميليشيات حكومة الوفاق عبر الموانئ والمطارات.

انقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس إن الضمانات التركية بشأن ليبيا تتوقف على احترام الهدنة بين الطرفين المتحاربين.
وجدد المسؤول التركي اتهامه لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بانتهاك وقف إطلاق النار في قوت تشير فيه اغلب التقارير الدولة الى استمرار انقرة في نقل اسلحة ذخائر عبر موانئ ومطارات طرابلس والمنطقة الغربية.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، ووقعت اتفاقية تعاون عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم تشنه قوات الجيش الليبي. واتفقت القوى العالمية في قمة الشهر الماضي على وقف الأعمال القتالية في ليبيا بينما تجري عملية سياسية لتسوية الصراع.
وقال جاويش أوغلو لقناة (تي.آر.تي خبر) التي تديرها الدولة إن "النظام الدولي" فشل في وقف الاشتباكات في ليبيا وإن العملية السياسية هناك لا يمكن أن تمضي قدما مع استمرار هجوم الجيش الليبي".
لكن تصريحات جاويش اوغلو تشير الى الهيمنة الكلية من قبل انقرة على قرارات حكومة الوفاق وذلك بعد قرار حكومة السراج تعليق مشاركتها حوار جنيف والذي يعتبر قرارا تركيا بامتياز.
كما تشير تلك التصريحات ان انقرة  باتت في حل تماما من تعهداتها بعدم تسليح احد اطراف النزاع رغم ان ذلك يحصل سرا وعلنا في الفترة الماضية وامام اعين المنظمات الاممية والدول المعنية بالملف الليبي.
وشاركت أنقرة في مؤتمر برلين حول ليبيا في يناير/كانون الثاني وهو الأول الذي يعقد على وقع التدخل التركي العسكري، إلا أنها لم تلتزم بمقرراته على الرغم من ادعاءها الدفع نحو حل سياسي ينهي الصراع.

تركيا ستصعد من دعمها العسكري للميليشيات في مواجهة الجيش الليبي
تركيا ستصعد من دعمها العسكري للميليشيات في مواجهة الجيش الليبي

واستمرت تركيا في إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى طرابلس، متجاهلة كل الدعوات الدولية والإقليمية للتوقف عن تأجيج الصراع.
ولم تكن الحجج التي ساقها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج في رده على قرار تعليق المشاركة في حوار جنيف مقنعا حيث اشار ان القرار المتخذ جاء ردا على قصف الجيش الليبي لمستودع ذخيرة تركي في ميناء طرابلس في وقت تشير فيه كل التطورات على الارض ان انقرة هي المتحكم الاساسي في قرارات حكومة الوفاق.
ويظهر ان تصعيد حكومة الوفاق في ظاهره إجراء احتجاجيا في خضم التطورات المتسارعة التي تشهدها ليبيا، الا ان تصريحات المسؤولين الأتراك تشير الى ان السياسات الخارجية لحكومة السراج اصبحت تتخذ بوصاية تامة من انقرة.
ومن المنتظر ان نشهد في الفترة المقبلة تصعيدا للتدخلات التركية من خلال نقل الاسلحة والمرتزقة بشكل مكثف في محاولة مستميتة لانقاذ حكومة السراح المحاصرة عسكريا واقتصاديا بفعل جهود الجيش الليبي.
ولا تزال ليبيا بلا سلطة مركزية بعد مرور نحو تسع سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي على يد مقاتلين دعمهم حلف شمال الأطلسي بضربات جوية في وقت ترزح فيه العاصمة طرابلس تحت حكم ميليشيات متطرفة.