تركيا تتّهم إسرائيل بالسعي لجرّ إيران إلى الحرب
أنقرة - اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم السبت إسرائيل بالسعي لجرّ إيران إلى الحرب، متحدثا عن "مشروعية" الرد الإيراني على ما وصفه بـ"السلوك العدواني الإسرائيلي"، فيما يأتي هذا التصريح في غمرة توتر بين أنقرة وتل أبيب بعد الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الدولة العبرية ناعتا بعض مسؤوليها بـ"مجرمي حرب".
وقال فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يفتح باستمرار جبهات جديدة في المنطقة"، معتبرا أنه "لا يجب الاستهانة بخطر رؤية الحرب تمتد إلى المنطقة برمتها".
بدوره استنكر وزير الخارجية الإيراني ما أسماها بـ"جرائم الحرب" الاسرائيلية، مضيفا أنها "لا تعرف حدودا"، مشيرا إلى أن "احتمال توسع الصراع في المنطقة ما زال جديا".
ولدى إيران وتركيا، اللتين تتشاركان حدودا يبلغ طولها 535 كيلومترا، تاريخ متشابك من العلاقات الاقتصادية ووجهات النظر المتباينة حيال نزاعات إقليمية.
وتلتقي أنقرة وطهران في عدة قضايا مشتركة من بينها الملف السوري على الرغم من تباين موقفهما بشأن الأزمة السورية، بينما يستغل البلدان ذريعة مكافحة الإرهاب لقصف الأكراد، حيث تشن تركيا هجمات مستمرة على معاقل حزب العمال الكردستاني بشمال العراق، بينما تستهدف طهران منظمات إيرانية كردية مسلحة.
وقال عراقجي"نريد خفض التوترات، ولكن كما قلنا عدة مرات، نحن مستعدون لكل السيناريوهات وأي حالة"، معتبرا أن المنطقة أصبحت "برميل بارود".
وأضاف أن "كل دول المنطقة تتقاسم القلق نفسه بشأن احتمال نشوب حرب شاملة"، مشددا على أن "هذا ما يبحث عنه النظام الصهيوني: يريد أن تنتشر الحرب على نطاق واسع".
وتابع أنه "بفضل دعم بعض الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة أصبحت إدارة تل أبيب التي ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، أكثر جرأة في مواصلة جرائمها".
وبيّن أن دول المنطقة أبلغت بلاده بأنها لن تسمح باستخدام أراضيها في هجوم محتمل من قبل إسرائيل على إيران.
وأضاف أن "النظام الإسرائيلي لا يعرف حدودا في جرائم الحرب التي يرتكبها ونحن نؤيد وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار بغزة ولبنان".
وأشاد وزير الخارجية الإيراني بموقف تركيا تجاه القضية الفلسطينية وقال في هذا الخصوص "لقد عبر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزارة الخارجية التركية عن دعم القضية الفلسطينية عدة مرات".
ووجه أردوغان انتقادات لاذعة إلى إسرائيل على خلفية حربها على غزة، متهما الغرب والولايات المتحدة بالصمت على جرائمها في القطاع الفلسطيني، ووصف في إحدى خطبه نتنياهو بـ"جزار غزة".
وفي شأن آخر أشار عراقجي إلى أن طهران تولي أهمية كبيرة للعلاقات الثنائية مع أنقرة، مضيفا "في هذا الاجتماع مع فيدان، أعربنا عن إرادتنا المشتركة بخصوص التنمية الاقتصادية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".