تركيا تدخل رسميا مرحلة حكم الفرد

اردوغان يعلن فوزه في انتخابات الرئاسة متخطيا أكبر تحد انتخابي منذ توليه السلطة ومؤذنا بتطبيق نظام الرئاسة التنفيذية الذي طالما سعى اليه.
المعارضة تشكك في دقة ارقام الانتخابات
نسبة تصويت عالية في الاقتراعين الرئاسي والبرلماني
حزب العدالة والتنمية يفوز بـ42 بالمئة في الاقتراع البرلماني

أنقرة - أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم فوزهما في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأحد، متغلبين على أكبر تحد انتخابي لحكمهما منذ عقد ونصف.
ولم يقر حزب المعارضة الرئيسي بالهزيمة على الفور لكن بعد أن قال في بادئ الأمر إن إردوغان لن يحقق الفوز من الجولة الأولى، عاد ليقول إنه سيواصل نضاله الديمقراطي "أيا كانت النتيجة".
وأكد رئيس لجنة الانتخابات سعدي جوفن فوز إردوغان بأكثر من نصف الأصوات بعد فرز 97.2 في المئة من الأصوات.
وقال إردوغان في كلمة مقتضبة في اسطنبول "شعبنا منحنا وظيفة الرئاسة والمناصب التنفيذية".
وأضاف "آمل ألا يحاول أحد التشكيك في النتائج والإضرار بالديمقراطية لكي يخفي فشله".
ولوح إردوغان (64 عاما)، وهو أشهر سياسي في التاريخ التركي الحديث وإن كان أكثرهم إثارة للجدل، لأنصاره المهللين من فوق حافلة في اسطنبول.
وتؤذن انتخابات يوم الأحد بتطبيق نظام رئاسة تنفيذية قوية يسعى إليه إردوغان منذ فترة طويلة وأيدته أغلبية بسيطة من الأتراك في استفتاء جرى في 2017. ويقول منتقدون إن ذلك سيقوض الديمقراطية بشكل أكبر في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي كما سيرسخ الاستبداد.
ويمهد انتصار إردوغان الطريق لفترة ولاية جديدة مدتها خمس سنوات. وبموجب الدستور الجديد فإنه قد يخدم فترة أخرى من 2023 حتى عام 2028.
وقد يعني الأداء القوي غير المتوقع لحزب الحركة القومية التركي حليف العدالة والتنمية ضمان الفوز بأغلبية برلمانية مريحة يسعى إليها إردوغان لممارسة الحكم دون قيود.
وقال محمد شيمشك وهو ينشر النتائج في تغريدات على تويتر "يهيئ ذلك الساحة لتسريع وتيرة الإصلاحات".
وفي التعاملات الآسيوية المبكرة، ارتفعت الليرة التركية أكثر من واحد في المئة أمام الدولار بدعم من احتمال تعزز الاستقرار السياسي في البلاد.
حث محرم إنجه، المنافس الرئيسي لإردوغان على الرئاسة ومرشح حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، مراقبي الانتخابات على البقاء في مراكز الاقتراع للحيلولة دون أي تزوير محتمل للانتخابات مع ظهور النتائج النهائية من المدن الكبرى التي عادة ما يسجل فيها حزبه أداء قويا.
وأثارت المعارضة الشكوك في دقة ومصداقية الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية، وهي الجهة الوحيدة التي تنشر الأرقام الرسمية للانتخابات.
لكن منصة للمعارضة تجمع حصيلتها الخاصة من مراقبين منتشرين في مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد أكدت بشكل عام أرقام الأناضول.
وقالت أحزاب المعارضة ومنظمات غير حكومية إنها نشرت نحو نصف مليون مراقب في مراكز الاقتراع لمنع التلاعب بالأصوات. وأضافت أن التعديلات التي أُدخلت على قانون الانتخابات ومزاعم التلاعب في استفتاء جري العام الماضي تثير مخاوف بشأن نزاهة هذه الانتخابات.
وقال إردوغان إنه لا توجد أي مخالفات خطيرة في عملية التصويت.
وفي سباق الانتخابات البرلمانية، ذكرت القنوات التلفزيونية أن حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية حصل على 42 بالمئة في حين حصل حليفه حزب الحركة القومية على 11 بالمئة، وذلك بعد فرز 99 بالمئة من الأصوات.
وفي معسكر المعارضة، حصل حزب الشعب الجمهوري على 23 بالمئة بينما حاز حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد على 11 بالمئة، ليتجاوز الحد المطلوب لدخوله البرلمان. كما حصل الحزب الصالح أيضا على عشرة في المئة.
وذكر التلفزيون الرسمي أن نسبة الإقبال على مستوى البلاد مرتفعة، إذ بلغت نحو 87 بالمئة في كلا السباقين الانتخابيين.
ويقول إردوغان إن الصلاحيات الجديدة ستمكنه على نحو أفضل من معالجة المشكلات الاقتصادية المتزايدة ومواجهة المسلحين الأكراد في جنوب شرق تركيا والعراق وسوريا المجاورين.