تركيا تدفع بمزيد من السوريين للموت في معارك ليبيا الدامية

طائرة تابعة للخطوط الليبية قادمة من تركيا تصل إلى مطار مصراتة محملة بـ122 مرتزقا سوريا ضمن التعزيزات التركية بعد ارتفاع حصيلة قتلى السوريين المتشددين في ليبيا إلى 298 قتيلا.
أردوغان يضرب المناشدات الدولية عرض الحائط مستمرا في تغذية الحرب الليبية
أردوغان متمسك بتنفيذ مشروعه الإخواني لتوسيع نفوذه بالمنطقة العربية
ارتفاع حصيلة المرتزقة السوريين في ليبيا إلى 9 آلاف مقاتل ممن تستأجرهم تركيا قسرا
150 طفلا بين آلاف المتشددين ممن تدربهم تركيا داخل معسكراتها لترسلهم إلى ليبيا

طرابلس - تدفع تركيا على وقع الخسائر البشرية التي تتكبدها مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمزيد من المقاتلين السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق في معاركها ضد الجيش الوطني الليبي.

وفي هذا الإطار أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بوصول دفعات جديدة من المقاتلين المتشددين السوريين إلى الأراضي الليبية عبر الجسر الجوي التركي بعد تلقيهم تدريبات بالمعسكرات التركية.

وفي سياق متصل ذكرت قناة 'العربية' نقلا عن مصدر من مطار مصراتة الليبي أن طائرة تابعة للخطوط الإفريقية قادمة من تركيا هبطت في المطار وعلى متنها 122 مرتزقا سوريا.

وعلى الرغم من كل المناشدات الدولية والتحذيرات فإن الرئيس التركي يواصل إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والميليشيات المسلحة الموالية له.

وتأتي التعزيزات التركية بعد ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف مرتزقة أردوغان من المقاتلين السوريين الذين يقاتلون في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق ، حيث قتل خلال المعارك الأخيرة على محاور عدة 11 مقاتلا سوريا بينهم طفل، لترتفع حصيلة القتلى إلى 298 عنصرا.

وينتمي القتلى وفقا لمصادر المرصد إلى "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، حيث سقطوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

وبينما خططت تركيا في بداية الأمر لإرسال ما لا يزيد عن 6 آلاف مقاتل من المرتزقة، بلغ عدد المقاتلين السوريين إلى الآن وفق المرصد نحو 9 آلاف مسلح متشدد ممن ترسلهم تركيا على وقع الخسائر التي يتكبدها حلفاء أنقرة في طرابلس أمام تقدم الجيش الليبي بقيادة القائد المشير خليفة حفتر.

ويواصل الجيش الوطني الليبي منذ أبريل/نيسان 2019 عملية تحرير العاصمة ضمن مساعي إرساء السلام في ليبيا ونزع السلاح من أيدي المتطرفين.

وتعكس التعزيزات التي يدفع بها أردوغان إلى ليبيا مدى انحسار قوات تركيا ومقاتليها المستأجرين والميليشيات الليبية المسلحة الموالية لحكومة الوفاق وتقهقرها أمام تقدم قوات الجيش الليبي الذي يسعى لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس.

إلى ذلك بلغ مجموع المقاتلين الذين تجندهم تركيا على أراضيها نحو 3300 ممن وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب وينتظرون دورهم للانتقال إلى ليبي وإرسالهم عند اقتضاء الحاجة.

وباتت عملية إرسال عشرات المقاتلين السوريين إلى ليبيا تدار تحت ضغط تركي كبير على قيادات الفصائل السورية لإجبارهم على القتال في ليبيا في ظل رفضهم ذلك، بعد أن كانوا متحمسين للمشاركة في معارك طرابلس طمعا في إغراءات تركيا في بداية الأمر.

ويوجد بين مرتزقة أردوغان نحو 150 طفلا تتراوح أعمارهم بين سن الـ16 والـ18 عاماً، غالبيتهم من فرقة السلطان مراد أكثر الفصائل عُنفاً وولاءً لتركيا، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، فيما تمّ التهرّب لاحقاً من كثير من الالتزامات المالية تجاههم، وفق ما أكده المرصد السوري.

وبعد تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها وعدم تسديد رواتب المرتزقة السوريين لم تعد لمعظمهم رغبة في الذهاب إلى ليبيا خصوصا بعد الأنباء التي وصلتهم عن مدى معاناة رفقائهم هناك.

ودفع رفض الفصائل السورية الذهاب إلى ليبيا للقتال تحت إمرة الضباط الأتراك، السلطات التركية لاستخدام ورقة الضغط، حيث تهدد الاستخبارات التركية قيادات الفصائل السورية بفتح ملفات تتعلق بفضائح وجرائم ارتكبوها إذا لم يتم الاستجابة لطلب إرسال مقاتلين إلى ليبيا.

تركيا تصدّر الخراب إلى ليبيا بعد سوريا
تركيا تصدّر الخراب إلى ليبيا بعد سوريا

ويرفض المقاتلون السوريون مؤخرا المشاركة في معارك طرابلس بعد أن كانوا يتسابقون على الذهاب إلى هناك، بسبب تراجع تركيا عن دفع رواتب عالية وعدت بها في بداية الأمر، لكنها لم تف بذلك، إذ أن الراتب الشهري لكل مقاتل لا يتعدى الآن في أقصى حالاته 400 دولار أميركي خلافا لما وعدت به السلطات التركية بأن يكون الراتب 2000 دولار على الأقل.

وفي أبريل/نيسان الماضي دفع تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها تجاه من تغريهم للقتال في ليبيا تحت رايتها، كثيرا منهم للتمرد على الضباط الأتراك في أكثر من محور بالمعارك في طرابلس، وخلق حالة من الاضطراب في الشق المتكون من الجنود الأتراك ومليشيات السراج والمرتزقة، وسبب خسائر في أكثر من جبهة قتال ضد عناصر الجيش الليبي.

وحدثت مناوشات بين مرتزقة أردوغان من جهة والضباط الأتراك وميليشيات الوفاق من جهة أخرى.

وقبل ذلك علم المرصد السوري أن هناك استياء كبيرا في صفوف المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، مشيرا إلى مدى معاناتهم داخل معسكرات طرابلس.

وتحدث أحد المقاتلين عن ندم الجميع بشأن القدوم إلى ليبيا، مشيرا إلى تورطهم بذلك، داعيا العناصر السورية الراغبة في القتال في سوريا للتراجع عن قرارها بسبب سوء الأوضاع وتخلف السلطات التركية عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أميركي للشهر الواحد.

وأكد المقاتل أن الجميع يريد العودة إلى سوريا وأن هناك دفعات استعدت لذلك في ظل تمردهم على الضباط الأتراك وميليشيات حكومة الوفاق الليبية.

وفي ذات السياق تحدث مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن تركيا في ظل الانشقاقات الكبيرة داخل الفصائل السورية الموالية لها ورفض شق منهم الذهاب إلى ليبيا، التجأت إلى تجنيد عشرات الأطفال منذ فترة وإرسال بعضهم إلى معارك طرابلس.

ويرى مراقبون أن أردوغان يهدف من خلال إرغام قيادات الفصائل السورية الموالية له على إرسال المقاتلين إلى طرابلس، إلى بسط نفوذه في ليبيا بعد سوريا وتثبيت مشروعه في سيطرة الإخوان المسلمين على البلاد العربية.