تركيا ترسل مئات التونسيين المتطرفين للقتال في ليبيا
بيروت – كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة أن ألاف الحاملين للجنسية التونسية دفعت بهم المخابرات التركية ضمن جحافل العناصر الإرهابية والمرتزقة الذين تدججهم تركيا للقتال في ليبيا.
وقال المرصد أن المخابرات التركية عمدت بأوامر من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى نقل مجموعات جهادية وعناصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" من جنسيات أجنبية، من الأراضي السورية نحو الأراضي الليبية على مدار الأشهر القليلة الفائتة.
وأكد أن تركيا نقلت نحو ليبيا أكثر من 2500 عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية من التونسيين المتواجدين ضمن فصائل التنظيم المعسكرين بالأراضي السورية.
وتأتي هذه المستجدات بعد أيام قليلة من تقارير مماثلة نشرها المرصد حول المخابرات التركية لدفعة جديدة من المقاتلين نحو ليبيا، على الرغم من التحذيرات الدولية حيال الانتهاكات التي ترتكبها تركيا في ليبيا وتداعياتها على أمن واستقرار الأراضي الليبية والمنطقة ككل.
وأرسلت تركيا قبل نحو أسبوعين دفعة أخرى من المرتزقة السوريين الذين دربتهم تركيا على أراضيها تزامنا مع عودة المئات منهم من ليبيا إلى سوريا بعد تخلف تركيا عن وعودها تجاه من تزج بهم في ساحات القتال الدامية بالأراضي الليبية.
وتعكس هذه الخطوة مدى تمسك تركيا بتثبيت تواجدها في ليبيا وعينها على ثروات المنطقة، فيما يستمر الرئيس التركي سعيا لتحقيق أطماعه التوسعية في التنكر لتعهداته بمؤتمر برلين، متمردا على القوانين الدولية ومتحديا المجتمع الدولي بأكمله.
وكشف المرصد السوري خساسة السلطات التركية في التحايل على المقاتلين السوريين وغيرهم من بقية الجنسيات بتقديم وعود مالية واهية، تخلفت عن دفعها مرارا لآلاف المقاتلين الذين أرسلتهم منذ أواخر العام الماضي.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن "أنقرة تخدع المرتزقة السوريين بوعود برواتب ومكافآت كبيرة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي للرئيس التركي، هو السيطرة على مناطق النفط وعلى رأسها سرت وكذلك زعزعة الأمن القومي المصري في محاولة لإعادة جماعة الإخوان إلى الحكم من جديد".
وقبل ذلك علم المرصد السوري أن هناك استياء كبيرا في صفوف المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، مشيرا إلى مدى معاناتهم داخل معسكرات طرابلس، فيما حصل قبل أسابيع تمرد من قبل المقاتلين السوريين على الضباط الأتراك ورفضهم خوض معارك في جبهات عدة، معبرين عن رغبتهم في العودة إلى سوريا، داعين نظرائهم من المرتزقين إلى عدم القدوم إلى ليبيا.
وتأتي التعزيزات التركية لدعم حكومة الوفاق بعناصر متشددة بينها مقاتلين منتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من الإدانات الصادرة من عدة دول بشأن الانتهاكات التركية في ليبيا.
ووقعت تركيا مطلع العام الحالي اتفاقا دوليا في برلين يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية، لكنها لم تلتزم بتعهداتها، مستمرة في دعمها العسكري للوفاق بما يؤجج الصراع بين الفرقاء الليبيين ويحول دون التوصل لحل دائم في ليبيا.
وبلغ عدد المرتزقة السوريين الذين وصلوا الأراضي الليبية حتى الآن أكثر من 15300 مقاتل، عاد منهم 5250 إلى سوريا، وسط أنباء عن استمرار تركيا في تدريب مزيد من المقاتلين وإعداداهم لإرسالهم إلى طرابلس، وفق المرصد.
وتتهم تركيا السلطات التركية لفرض بقاءها في ليبيا بجرائك حرب بإخضاع السوريين بينهم أطفال على القتال في ليبيا مقابل إغراءات مالية مستغلة فقرهم، وتجنيد الآلاف وتدريبهم على القتال لإرسالهم عبر دفعات مستمرة إلى ليبيا.
وذكر المرصد أنه من بين آلاف المقاتلين السوريين يوجد نحو 300 طفل ممن أجبرتهم تركيا على القتال في ليبيا بإغراءات مالية مستغلة ظروفهم القاسية التي خلفتها الأوضاع في سوريا.
وأفاد المرصد أن من بين المرتزقة السوريين من يذهب إلى ليبيا بهدف الوصول إلى أوروبا عبر الحدود الليبية ومنهم من تمكن من ذلك.
ووثق المرصد مقتل مزيد من السوريين بالأراضي خلال المعارك إلى جانب ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي الذي يقود منذ أبريل/نيسان 2019 عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس وطرد الجنود الأتراك.
في المقابل تطمح تركيا إلى بقاء دائم في ليبيا وتثبيت حكم الإخوان والاستيلاء على الثروات الليبية ومنطقة المتوسط الغنية بالمحروقات.