تركيا تروج لتوافق مع واشنطن حول حل للصراع في ليبيا

الإمارات تحذر من طبول الحرب التي تقرع من قبل حكومة والوفاق حول سرت، معتبرة أنها "تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة".
تركيا تؤجج القتال في ليبيا بحثا عن حل يرضي أطماعها
تركيا تسوق لرواية الحل السياسي للتغطية على انتهاكاتها في ليبيا

اسطنبول - أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان توافق الثلاثاء مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية على العمل "بشكل أوثق" من أجل إيجاد حل للنزاع الدائر في ليبيا.

وجاء في بيان الرئاسة التركية أن أردوغان وترامب "اتفقا على التعاون بشكل أوثق كحليفين... من أجل إرساء استقرار دائم في ليبيا".

وتسوق تركيا لرواية الاستقرار ودعم الحل السياسي الدائم للتغطية على انتهاكاتها في ليبيا على اثر تدخلها عسكريا دعما لحكومة الوفاق التي يهيمن عليها الإخوان، بينما رفضت مبادرات لحل الأزمة وإنهاء الصراع الدائر بين سلطة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة والمنبثقة عن اتفاق الصخيرات في ديسمبر/كانون الأول والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وكانت أنقرة قد عزّزت مساندتها العسكرية لسلطة الوفاق التي يتراسها فايز السراج في مواجهة الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر الذي شنّت قواته العام الماضي هجوما لتحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر.

وتدعم الولايات المتحدة رسميا حكومة الوفاق، لكن حفتر يحظى بدعم دول عربية وغربية بينهم روسيا التي شددت مرارا على حل سلمي للأزمة، لكن أنقرة عرقلت أي جهد يستهدف إنهاء الصراع.

وتخطط تركيا تواجد عسكري دائم في ليبيا بينما تعمل على تعزيز نفوذها في المنطقة بالسعي لبسط هيمنتها على موارد وثروات الليبيين بما في ذلك الثروة النفطية.  

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعا مسلحا اندلع في أبريل/نيسان من العام الماضي بين قوات حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.

وبعدما شنّت قوات حفتر هجوما لتطهير العاصمة طرابلس من الإرهاب، تمكّنت قوات حكومة الوفاق المدعومة عسكريا من تركيا من استعادة السيطرة على كامل غرب ليبيا، ما دفع قوات الجيش الوطني الليبي لانسحاب تكتيكي لتحصين مدينة سرت الساحلية الإستراتيجية التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس.

والثلاثاء، حذّرت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش من "طبول الحرب التي تقرع" من قبل حكومة والوفاق حول سرت، معتبرا أنها "تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة".

ودعا في تغريدة إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته".

وكان قرقاش دعا مساء الاثنين إلى "عودة إنتاج النفط في ليبيا في أقرب وقت ممكن"، في ظل "ضمانات لمنع العائدات النفطية من إطالة وتأجيج الصراع".

والثلاثاء جاء في تغريدة أطلقها المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو "نبشر كل الليبيين الشرفاء، أننا ماضون إلى مدننا المختطفة ورفع الظلم عن أبنائها وعودة مهجريها وسنبسط سلطان الدولة الليبية على كامل ترابها وبحرها وسمائها".