تركيا تستبعد إنشاء خط أنابيب غاز مع إسرائيل قريبا

أنقرة تقول ان بناء نظام بديل لخفض الاعتماد على الغاز الروسي لن يحدث سريعا في إشارة إلى المباحثات التركية الإسرائيلية الأخيرة بشان الطاقة.
جاويش اوغلو يقول إنه سيسافر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية برفقة وزير الطاقة
وزير الخارجية التركي يؤكد انه سيناقش تعيين سفراء مع المسؤولين الاسرائيليين

أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس إن مشروعا محتملا لخط أنابيب غاز بين تركيا وإسرائيل غير ممكن في المدى القريب وإن بناء نظام بديل لخفض الاعتماد على الغاز الروسي لن يحدث سريعا.
وعملت تركيا وإسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية على تحسين علاقاتهما المتوترة منذ أمد طويل، ويبدو قطاع الطاقة مجال تعاون محتملا بينهما.
وأدى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ بداية الشهر الجاري زيارة إلى أنقرة في أول زيارة يقوم بها زعيم إسرائيلي لتركيا منذ 2008 لتحسين العلاقات المتوترة حيث كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وتبادلت الدولتان طرد السفراء في 2018 وكثيرا ما تبادلا الانتقادات بشأن الصراع الفلسطيني والدعم التركي لحركة حماس التي تدير قطاع غزة إلى جانب قضايا أخرى.
وقال جاويش أوغلو متحدثا إلى قناة (إيه خبر) التلفزيونية إنه سيسافر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية برفقة وزير الطاقة فاتح دونماز منتصف شهر مايو أيار وسيناقش مع نظيره الإسرائيلي خلال الزيارة تعيين سفراء.
وسعت أنقرة للتحول إلى مركز عبور للغاز إلى أوروبا من روسيا تحديدا، لكن الأزمة الأخيرة التي تفجرت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، دفعت تركيا التي تخوض نزاعا مع اليونان ودول أخرى حول مكامن الغاز في شرق المتوسط، لإحياء فكرة نقل الغاز الإسرائيلي للجانب الأوروبي.
وقال اردوغان عقب زيارة الرئيس الاسرائيلي إن الزيارة ستؤذن "بحقبة جديدة" وإن البلدين يمكن أن يعملا معا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا إحياء لفكرة طرحت في البداية منذ أكثر من 20 عاما.
ومن الممكن أن تخفف إمدادات الغاز من منطقة البحر المتوسط اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي أصبح موضوعا ساخنا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من نداءات من القادة الأوروبيين لتقليل اعتماد القارة على امدادات الغاز من روسيا.
وتعثرت خطط لمد خط أنابيب تحت سطح البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا مع استبعاد تركيا بعد أن أبدت الولايات المتحدة شكوكها في الأمر في يناير/كانون الثاني.
وكان مسؤولون عراقبون واتراك كشفوا الاسبوع الجاري ان القصف الايراني على اربيل هذا الشهر كان لمنع خطة وليدة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز بمساعدة إسرائيل.
وكان الهجوم الذي وقع في 13 مارس/آذار على أربيل بمثابة صدمة للمسؤولين في جميع أنحاء المنطقة لشراسته، وكان هجوما معلنا نادرا من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وقال مسؤولون عراقيون وأتراك إنهم يعتقدون أن الهجوم  الذي استهدف فيلا رجل أعمال كردي يعمل في مجال النفط والغاز كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيسي كان خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.
وتشير المعطيات الى خطط تركيا للاستفادة من العقوبات الغربية على روسيا كما تحيل الى حجم التعاون الاقتصادي والطاقي مع اسرائيل.
وخلال سنوات العداء استمرت التجارة بين إسرائيل وتركيا وبلغت قيمتها 6.7 مليارات دولار في 2021 ارتفاعا من خمسة مليارات دولار في العامين 2019 و2020 وفقا للأرقام الرسمية.