تركيا تستعجل المنطقة الآمنة وسط تحذيرات أميركية

مسودة خطة تركية لإعادة مليون لاجئ سوري الى المنطقة الآمنة تتضمن مشروعا سكنيا بنحو 27 مليار دولار.

أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الجمعة إن تركيا غير راضية عن وضع المحادثات الحالية مع الولايات المتحدة لإنشاء "منطقة آمنة" مزمعة في شمال سوريا وستعمل من جانب واحد إذا لم يتحقق تقدم.
وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب عدد من القضايا منها تضارب السياسات في سوريا والتهديد بعقوبات أميركية بسبب قرار أنقرة شراء أنظمة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي.
واستبعدت واشنطن تركيا من برنامج الطائرة المقاتلة الأميركية إف-35 بسبب الصفقة الروسية ولم تستبعد فرض عقوبات برغم تصريحات من الرئيس الاميركي دونالد ترامب أبدى فيها تعاطفه مع أنقرة.
وقال تشاوش أوغلو قال للصحفيين الجمعة بعد حضور اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن واشنطن تدرس إعادة تركيا إلى برنامج المقاتلة إف-35.
واضاف تشاوش أوغلو "لسنا راضين عن الوضع الحالي للجهود المبذولة وعبرنا عن ذلك للأميركيين بوضوح بالغ".
وقال ايضا في تصريحات بثها التلفزيون التركي على الهواء "إذا لم نتمكن من التوصل إلى سبيل ما مع الولايات المتحدة سنطرد المنظمة الإرهابية".

اردوغان يهدد بعمل عسكري في شمال سوريا
اردوغان يهدد بعمل عسكري في شمال سوريا

وهددت أنقرة مرارا بالتحرك ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها جماعة إرهابية إذا لم تتعاون الولايات المتحدة في إبعاد المسلحين الأكراد من منطقة على الحدود تمتد لنحو 480 كيلومترا.
وبدأ البلدان دوريات برية وجوية مشتركة على طول جزء من الحدود بين سوريا وتركيا. لكن أنقرة لا تزال غاضبة من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب وهي حليف رئيسي لها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وفي وقت سابق الجمعة نقلت محطة تلفزيونية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن استعدادات تركيا لإنشاء "منطقة آمنة" للاجئين في شمال شرق سوريا تمضي وفق الجدول المحدد.

أوضحنا الأمر لتركيا بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد

ونقل تلفزيون "إن.تي.في" عن أردوغان قوله للصحفيين في رحلة العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "الجهود تمضي وفق الجدول الزمني. اكتملت أيضا كل استعداداتنا على طول الحدود".
وأضاف "عند العودة (إلى تركيا)، سنجري تقييما بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها وتنفيذها".
وقال جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريا للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن، وحذر من أي عمل أحادي في المنطقة.
وقال جيفري "أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد. لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا".
وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب إنها ستنسحب لمسافة تصل إلى 14 كيلومترا في بعض المناطق، لكن تركيا تقول إن الولايات المتحدة وافقت على أنه ينبغي أن تمتد المنطقة الآمنة لعمق 30 كيلومترا في سوريا. 
وقالت محطة "تي.آر.تي خبر" التركية الرسمية الجمعة إن مسودة خطة تركية لتوطين مليون لاجئ سوري في "منطقة آمنة" بشمال شرق سوريا تتضمن مشروعا سكنيا سيتكلف نحو 151 مليار ليرة (27 مليار دولار).
وفي مقابلة مع وكالة رويترز للانباء قبل الزيارة، قال أردوغان إنه سيبحث مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أثناء وجوده بالأمم المتحدة مسألة المنطقة الآمنة وإمكانية شراء أنظمة باتريوت الدفاعية الأميركية.
وقال أردوغان الجمعة إنهما أجريا بدلا من ذلك اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضي والتقيا خلال حفل استقبال في نيويورك يوم الأربعاء، لكنه لم يذكر تفاصيل.