تركيا تشكك في الانسحاب الكامل للمسلحين الأكراد من منبج

الخارجية التركية تقول إن التقارير الواردة عن مغادرة وحدات حماية الشعب الكردية بالكامل "مبالغ فيها" مؤكدة أن عملية الانسحاب مازالت جارية.

اسطنبول - قال مصدر في وزارة الخارجية التركية الاثنين إن التقارير الواردة عن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية بالكامل من منبج السورية مبالغ فيها لأن الانسحاب لا يزال جاريا.

وتوصلت تركيا والولايات المتحدة لاتفاق الشهر الماضي بشأن منبج الواقعة في شمال سوريا عقب أشهر من الخلافات. ويأتي انسحاب وحدات حماية الشعب بموجب الاتفاق الذي ينص أيضا على أن تتولى قوات تركية وأمريكية حماية الأمن فيها.

وقالت الجماعة المسلحة التي تسيطر على منبج إن آخر مقاتلين من وحدات حماية الشعب غادروا الأحد بعد أن أكملوا مهمتهم في تدريب قوات محلية. وقال مجلس منبج العسكري الذي يدير المدينة مرارا إنه ليس هناك مقاتلون من وحدات حماية الشعب باستثناء بعض المستشارين العسكريين.

وقال المصدر "نعتبر التقارير المتعلقة بانسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بالكامل من منبج مبالغ فيها. العملية ما زالت جارية".

وأضاف "الانسحاب من نقاط التفتيش... مستمر. التحضيرات لدوريات مشتركة متواصلة. لذا تقارير انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بالكامل من منبج لا تعكس الحقيقة".

مجلس منبج العسكري
مجلس منبج يعلن الانسحاب الكامل وتركيا تكذب

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" قد أعلنت أن عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية أتموا الأحد انسحابهم من مدينة منبج في شمال سوريا، وذلك بموجب اتفاق يرمي لتهدئة غضب تركيا التي هددت مرارا بالتدخل عسكريا لطرد هذه الميليشيا التي تعتبرها منظمة إرهابية.

وقال "مجلس منبج العسكري" التابع لقوات سوريا الديمقراطية في بيان إن "الدفعة الأخيرة من المستشارين العسكريين في وحدات حماية الشعب قد أكملت انسحابها اليوم 15 تموز/يوليو 2018، وذلك بعد أن أنهت مهمتها في التدريب والتأهيل العسكري لقواتنا، بالاتفاق مع التحالف الدولي".

وهددت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في منبج على غرار الهجوم الذي مكّنها من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، ما أثار توترا مع واشنطن نتج عنه التوصل إلى "خارطة الطريق" بشأن منبج.

جندي كردي
أميركا تخضع لتركيا بشأن منبج

وحزب الاتحاد الديمقراطي هو الذراع السياسية لوحدات حماية الشعب التي تدعمها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وأثار هذا الدعم غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في أراضيها.

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية. وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. وتخشى أنقرة من أن تحقيق وحدات حماية الشعب لمكاسب في سوريا سيشجع المسلحين الأكراد في أراضيها.