تركيا تطالب سفير اسرائيل بالمغادرة لامتصاص الغضب الشعبي

أوساط تركية تشير إلى أن قرار استدعاء السفير التركي لدى اسرائيل ومطالبة السفير الاسرائيلي بمغادرة أنقرة اجراء جيّد ردا على التصعيد الاسرائيلي الدموي بحق الفلسطينيين لكنها لا تستبعد توظيف أردوغان لمأساة غزة لحسابات انتخابية.
أنقرة تطرد السفير الاسرائيلي مؤقتا
تركيا تتحسب لموجة غضب في الشارع تضامنا مع الفلسطينيين
اردوغان دأب على توظيف مأساة الشعب الفلسطيني سياسيا
اسرائيل وتركيا ترتبطان بعلاقات جيدة

أنقرة/القدس المحتلة – ذكرت مصادر بالخارجية التركية أن أنقرة طلبت من السفير الاسرائيلي لديها مغادرة الأراضي التركية لبعض الوقت، في اجراء يأتي على خلفية التصعيد الدموي الاسرائيلي في غزة وأيضا كإجراء احترازي تحسبا لمجة غضب في الشارع التركي احتجاجا على قتل اسرائيل عشرات المحتجين الفلسطينيين قرب الحدود مع غزة، فيما استحسنت أوساط سياسية تركية الاجراء لكنها أوضحت ايضا أنه قد لا يخرج عن سياق الدعاية السياسية فيما يستعد حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة.

وأكد الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أيضا، أن وزارة الخارجية التركية استدعت الثلاثاء السفير الاسرائيلي لدى أنقرة وطالبته بالمغادرة.

وذكر أن وزارة الخارجية التركية طالبت السفير الإسرائيلي نيتان نائيه بمغادرة الأراضي التركية بسبب المجزرة التي نفذها الجيش الاسرائيلي في غزة الاثنين وأسفرت عن مقتل 61 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2770 آخرين.

وقال الموقع إن وزارة الخارجية التركية، أعلنت نائيه شخصا "غير مرغوب" فيه في البلاد.

وارتكب الجيش الإسرائيلي الاثنين مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، حيث قتل 60 شخصا وجرح أكثر من 2270 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في الذكرى الـ70 لـ"النكبة" الفلسطينية.

وردا على خطوة نقل السفارة الأميركية للقدس والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل على حدود قطاع غزة، أعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة 3 أيام واستدعاء سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعوة منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل.

كما أعلنت جنوب إفريقيا استدعاء سفيرها في تل أبيب "حتى إشعار آخر" على خلفية المجزرة الإسرائيلية.

ودعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الثلاثاء الدول الاسلامية التي تربطها علاقات بإسرائيل إلى "اعادة النظر فيها"، غداة مقتل نحو ستين فلسطينيا برصاص القوات الاسرائيلية في قطاع غزة.

كما دعا إلى "قمة طارئة" لمنظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 عضوا الجمعة في تركيا، من دون أن يتضح حتى الآن ما اذا كانت ستعقد على مستوى رؤساء الدول.

وقال رئيس الوزراء خلال اجتماع في أنقرة للكتلة البرلمانية للحزب الحاكم "على الدول الاسلامية أن تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل. على العالم الإسلامي أن يتحرك في شكل مشترك ويتكلم بصوت واحد في مواجهة هذه المجزرة".

الشرطة التركية
الشرطة التركية تعتقل محتجا رشق مقر اقامة السفير الاسرائيلي في أنقرة بالبيض

وتتولى تركيا الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الاسلامي التي عقدت قمة في اسطنبول في ديسمبر/كانون الأول بناء على دعوة الرئيس رجب طيب اردوغان للتنديد بقرار نظيره الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

وأكد مسؤول في الخارجية التركية لم يشأ كشف هويته أن اجتماع منظمة التعاون الاسلامي سيعقد الجمعة في اسطنبول.

وفيما كان مسؤولون اسرائيليون وأميركيون يفتتحون السفارة الأميركية الجديدة في القدس المحتلة الاثنين، قتل 59 فلسطينيا بينهم قاصرون عزل برصاص الجنود الاسرائيليين فيما كانوا يتظاهرون احتجاجا على هذا الأمر.

ومع نقل السفارة إلى القدس المحتلة، تكون واشنطن قد اعترفت بالمدينة عاصمة لإسرائيل مثيرة غضب الفلسطينيين الذين يطالبون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

وتعليقا على ما حصل في غزة، اتهم اردوغان الاثنين اسرائيل بممارسة "ارهاب الدولة" و"الابادة"، واستدعت أنقرة سفيريها في اسرائيل والولايات المتحدة للتشاور.

وينظم تجمع الجمعة في الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش في اسطنبول بدعوة من اردوغان تضامنا مع الفلسطينيين وتحت شعار "أوقفوا القمع".

وتلبية لدعوة عدة منظمات، تظاهر المئات الثلاثاء أمام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول رافعين أعلاما تركية وفلسطينية وهاتفين ضد "الامبريالية الأميركية" وإسرائيل.

واعتاد الرئيس التركي على توظيف المآسي التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة لحسابات سياسية خاصة وأنه مقبل على خوض الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة بعد أن قرر اجراء انتخابات عامة مبكرة يتوقع أن يفوز فيها بولاية رئاسية جديدة واسعة الصلاحيات.

وشهدت العلاقات بين اسرائيل وتركيا فترة من التوتر لكنهما عادا لتطبيع العلاقات على أعلى مستوى بعد أزمة سفينة مرمرة لفك حصار غزة التي قتل فيها الجيش الاسرائيلي 10 نشطاء أتراك.

وذكرت مصادر الثلاثاء أن الشرطة التركية اعتقلت عددا من المحتجين بعضهم رشق بالبيض مقر اقامة السفير الاسرائيلي في أنقرة.