تركيا تعود إلى اجتماعات الجامعة العربية بعد 13 عاما من الغياب

مسؤول تركي يؤكد أن علاقات بلاده مع الدول العربية يمكن أن تساعد في إيجاد حلول للمشاكل الإقليمية الحالية وتحقيق تعاون ملموس في المستقبل.

أنقرة - قال مصدر دبلوماسي تركي اليوم الاثنين إن بلاده ستناقش حرب غزة والعلاقات مع جامعة الدول العربية عندما يشارك وزير خارجيتها هاكان فيدان في اجتماع وزاري للجامعة في القاهرة الثلاثاء لأول مرة منذ 13 عاما، فيما يؤشر هذا التطور على أن أنقرة تمكنت من استثمار الصراع الدائر في القطاع الفلسطيني لمزيد تحسين علاقاتها مع دول المنطقة تمهيدا للدخول في شراكات واسعة، ضمن مساعيها لإيجاد حلول لأزمتها الاقتصادية والمالية.

وتوترت العلاقات بين تركيا وجامعة الدول العربية في السنوات القليلة الماضية بسبب سياسة خارجية خاطئة انتهجها الرئيس رجب طيب أردوغان وأدخلت في عزلة إقليمية ودولية.

وكثف الرئيس التركي العام الماضي جهوده لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة، وأدى زيارات رسمية إلى السعودية والإمارات توجت بتدشين مرحلة جديدة في التعاون، ضمن جهوده الهادفة إلى التنفيس في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلاده.

ورغم إصلاح العلاقات التي اتسمت بالتوتر لفترة طويلة مع مصر والإمارات والسعودية، لا تزال أنقرة على خلاف مع دول عربية أخرى من بينها سوريا.

ونددت تركيا بإسرائيل بسبب الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وانضمت إلى مساعي محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وبعد بدء الحرب في غزة، انضمت أنقرة إلى مجموعة اتصال مشتركة تشكلت في قمة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بهدف إنهاء الأزمة.

وذكر المصدر التركي أن دعوة وزير الخارجية هاكان فيدان تعكس "اهتماما متزايدا" بالدور الإقليمي لتركيا وتحسن العلاقات مع أعضاء جامعة الدول العربية، موضحا أن أنقرة تريد زيادة الروابط المؤسسية والتعاون مع المجموعة.

وأضاف أن علاقات تركيا مع الدول العربية يمكن أن تساعد في إيجاد "حلول للمشاكل الإقليمية الحالية وتحقيق تعاون ملموس في المستقبل".

وفشل أردوغان في لعب دور "صانع سلام" بعد أن باءت مساعيه للتوسط لإنهاء الحرب على غزة بالفشل، بينما شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية توترا لافتا إثر الانتقادات والاتهامات التي وجهها إلى الدولة العبرية واصفا قادتها بـ"مجرمي حرب".

وتجري مفاوضات بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي بشأن التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بحلول نهاية العام.

ويقيم التحول في السياسة الخارجية التركية الدليل على أن أنقرة أدركت أنه لا بد من تحسين العلاقات مع دول كانت على خصومة معها وتدشين مرحلة جديدة في التعاون على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة.

وينظر إلى التقارب التركي الخليجي على أنه يخدم مصلحة الطرفين بما يشمل طرح المبادرات الهادفة إلى التوصل لحلول للصراعات في المنطقة بما يحفظ المصالح الإستراتيجية للطرفين.

ودعا أردوغان السبت إلى تشكيل تحالف من الدول الإسلامية لمواجهة ما وصفه "بالتهديد التوسعي المتزايد" من جانب إسرائيل.

وكانت آخر مرة تشارك فيها تركيا في اجتماع للجامعة العربية في عام 2011 عندما ألقى أردوغان كلمة في القاهرة أمام وزراء الدول الأعضاء حين كان رئيس الوزراء آنذاك.