تركيا تقتنص فرصة هدنة محتملة بين روسيا وأوكرانيا بعرض مراقبة تنفيذ الاتفاق

قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا يهددون بوتين بعقوبات 'ضخمة' جديدة في حال عدم امتثاله لقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما.

أنقرة - عرضت أنقرة التوسط في مراقبة وقف لإطلاق النار محتمل بين روسيا وأوكرانيا، مدفوعة برغبتها في لعب دور وسيط دولي وإقليمي لتهدئة التوترات وإنهاء الصراعات، في إطار السياسة الجديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتخليه عن نهجه العدواني الذي أدى إلى صدام مع أكثر من دولة وأفقد البلاد شركاء تاريخيين.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن الوزير هاكان فيدان أكد خلال اتصال مع "تحالف الراغبين" الداعم لكييف اليوم السبت استعداد بلاده لمراقبة هدنة متوقعة في أوكرانيا.

واجتمع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا، أو ما يعرف باسم "تحالف الراغبين"، إلى جانب أوكرانيا في كييف اليوم السبت واتفقوا على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وهدد زعماء الدول الخمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات "ضخمة" جديدة في حال عدم امتثاله.

وذكر المصدر في وزارة الخارجية التركية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن فيدان انضم إلى الاتصال الذي أجراه "تحالف الراغبين" وأكد التزام تركيا بوحدة الأراضي الأوكرانية.

وأضاف أن فيدان عبر عن دعم أنقرة للجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار غير المشروط، وأكد أن تركيا مستعدة للاضطلاع بمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا إذا تم التوصل إليه.

وأعلنت تركيا مرارًا عن استعدادها لاستضافة محادثات سلام بين الطرفين وتقديم مساعيها الحميدة لإنهاء الصراع، بالتزامن مع وساطة سعودية لتسوية الأزمة، فيما يبدو أنها تسعى إلى منافسة الرياض التي تبذل جهودا لتذليل عراقيل وقف الحرب الروسية الأوكرانية، بالتوازي مع نجاحها في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وروسيا تمهيدا لطي صفحة الخلاف بين القوتين المتنافستين.

وترتبط تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، بعلاقات ودية مع كييف وموسكو منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في عام 2022. وعبرت أنقرة عن دعمها لوحدة الأراضي الأوكرانية وقدمت لكييف مساعدات عسكرية، لكنها عارضت فرض عقوبات على روسيا.

وفي مارس/آذار، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها قد تُساهم في مهمة حفظ سلام محتملة في أوكرانيا إذا أُعلن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا. وفي الشهر الماضي، اجتمع مسؤولون عسكريون من أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا في أنقرة لمناقشة أمن البحر الأسود بعد اتفاق محتمل على وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.

وفي سياق متصل ذكرت روسيا اليوم السبت أن القتال دار في أربع مناطق بأوكرانيا على الرغم من وقف إطلاق نار من جانب واحد أعلنته موسكو قبل أيام قليلة، قائلة إن قواتها اضطرت للرد على الهجمات الأوكرانية.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء أن الكرملين اتهم الدول الأوروبية اليوم السبت بالإدلاء بتصريحات متناقضة وتصادمية، وذلك بعد أن أيد زعماء أوروبيون الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا وهددوا روسيا بعقوبات "ضخمة" إذا لم تلتزم.