تركيا تكثف من استهداف المتمردين الأكراد في شمال العراق

مصادر عراقية تعلن مقتل سبعة عناصر من حزب العمال الكردستاني في ضربتين تركيتين استهدفتا مواقع للمتمرّدين الأكراد، فيما يقوم وزير الخارجية التركي بزيارة إلى أربيل.

بغداد - قتل سبعة عناصر من حزب العمال الكردستاني اليوم الخميس بالعراق في ضربتين منفصلتين نفذتهما طائرة مسيرة تركية في كردستان بشمال البلاد، فيما يقوم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة إلى الإقليم، في وقت تحث فيه تركيا الحكومة العراقية على تصنيف الحزب "منظمة إرهابية"، بينما فشلت آخر مفاوضات بين البلدين في استئناف تصدير النفط العراقي بسبب الاشتراطات التركية.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان إنّ "طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي قصفت قرية في هضاب ميرجامير في قضاء سيدكان بمحافظة أربيل اليوم الخميس... مما أسفر عن مقتل اثنين من قيادي حزب العمال الكردستاني واثنين آخرين من فريق الانقاذ التابع للحزب". وكان الجهاز أعلن في وقت سابق مقتل ثلاثة من عناصر الحزب في قصف مماثل استهدف سيارتهم صباح الخميس.

وبعد وقت قصير من الغارة، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني في أربيل، عاصمة كردستان العراق.

وقال فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسرور بارزاني "تمكنا من حسم هذه القضية حرب حزب العمال الكردستاني بشكل نهائي في تركيا".

ولفت إلى أن "الحزب الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية يختبئ حاليا في الأراضي العراقية. ونحن نعمل مع بغداد وأربيل لحماية العراق من متمرّديه".

وأكد فيدان أنه "شدد خلال لقاءاته مع المسؤولين الحكوميين ورؤساء بعض الأحزاب السياسية في بغداد على الحفاظ على الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب"، لافتا إلى أن "تواجد حزب العمال الكردستاني على أرض العراق يشكل مصدر قلق لأنقرة التي تطالب المساعدة والدعم لحل المشكلة"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية.

وفي اليوم الأول من زيارته إلى بغداد حض فيدان الحكومة العراقية على تصنيف الحزب "منظمة إرهابية" على غرار أنقرة وحلفائها الغربيين.

ويشنّ حزب العمال الكردستاني تمرّداً في تركيا منذ العام 1984 أودى بحياة عشرات الآلاف. وتنفذ أنقرة التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق عمليات ضدّ متمردي الحزب المتمركز في مخيمات تدريب وقواعد خلفية في شمال العراق.

وكثفت أنقرة منذ مطلع أغسطس/آب ضرباتها على المتمردين الأكراد في المنطقة، فيما تُتهم بغداد وأربيل بالتغاضي عن ذلك حفاظا على التحالف الإستراتيجي الذي يربطهما مع أنقرة، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للبلاد، لكن إثر كل حادثة دامية تصدر بيانات تدين انتهاك السيادة العراقية وتداعيات ذلك على المدنيين.

وتعرضت أنقرة لانتقادات واسعة من داخل العراق وخارجه بسبب التدخلات العسكرية واستهداف قواتها لقرى في جبال دهوك والسليمانية فيما حذرت ميليشيات موالية لإيران في وقت سابق الجيش التركي من استهداف منطقة سنجار.

واضطر الآلاف من سكان المناطق الجبلية والحدودية إلى ترك منازلهم بسبب عمليات القصف التي ينفذها الجيش التركي، بينما طالبت حكومة الإقليم أنقرة بسحب قواتها من الأراضي العراقية مهددة باللجوء إلى مجلس الأمن.

ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العراق خلال الأسابيع المقبلة من غير أن يتم الإعلان حتى الآن عن موعد محدد، وفق ما أفادت الحكومة العراقية.

وفشلت مفاوضات دارت مطلع الأسبوع الحالي بين وزير النفط العراقي حيان عبدالغني ونظيره التركي ألب أرسلان بيرقدار في التوصل إلى اتفاق على موعد واضح لاستئناف صادرات النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي.

وتريد أنقرة التخلص من مأزق دفع تعويضات نحو 1.5 مليار دولار للجانب العراقي أمرت بها هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية، فيما تستثمر تركيا حاجة العراق إلى إيرادات تصدير الخام من شمال البلاد لمساومته على العديد من القضايا من بينها ملف تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.