تركيا تنافس روسيا على النفوذ في الساحل الأفريقي

أنقرة توقع مع واغادوغو اتفاقيتي تعاون، فيما أكد وزير خارجية بوركينا فاسو أن بلاده ترى في تركيا شريكا استراتيجيا.

أنقرة/واغادوغو - وقعت وزارتا خارجية تركيا وبوركينا فاسو مذكرتي تفاهم بشأن التعاون في مجال البروتوكول، وإنشاء آلية تشاور سياسي، ما يشير إلى أن أنقرة تسعى إلى تأمين موطئ قدم في الساحل الأفريقي من بوابة الاتفاقيات، في إطار منافستها لموسكو التي قطعت أشواطا هاما على طريق تعزيز نفوذها في المنطقة. 

وتم توقيع الاتفاقيتين خلال زيارة عمل أجراها نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران، إلى بوركينا فاسو الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وفق "الأناضول".

وذكرت المصادر أن دوران ناقش مع مسؤولين بوركينابيين، قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب والمستجدات في منطقة الساحل.

وأوضحت أن الدبلوماسي التركي التقى في إطار الزيارة، رئيس وزراء بوركينا فاسو جان إيمانويل ويدراوغو، ووزير خارجية البلاد كاراموكو جان ماري تراوري.

وينظر إلى أنقرة على أنها تسعى إلى تكرار تجربتها في الصومال البلد الواقع في القرن الأفريقي الذي تمددت فيه من بوابة الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون العسكري، مستغلة حاجته إلى التمويلات والمساعدات الإنسانية بعد أن مزقته حرب امتدت على نحو ربع قرن.

وأشارت المصادر، إلى مناقشة الجانبين التركي والبوركينابي، المستجدات في منطقة الساحل وبوركينا فاسو ومكافحة الإرهاب والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون.

وأضافت أن رئيس وزراء بوركينا فاسو أكد على الإرادة القوية لدى الجانبين لتنويع وتعميق العلاقات بين البلدين، فيما أشاد وزير الخارجية البوركينابي بعلاقات الصداقة بين البلدين، قائلا إن "تركيا صديق عند الضيق"، وفق المصادر نفسها.

وأشار تراوري، إلى أن تركيا مدت يد العون لبوركينا فاسو في وقت كانت تواجه فيه الإرهاب، ولعبت دورا في ترسيخ الأمن السلام في بلاده، وأكد في هذا الإطار على أن واغادوغو ترى في أنقرة شريكا استراتيجيا، مشددا على أنهم سيبذلون المزيد من الجهود لتعزيز وتعميق التعاون.

وأشارت المصادر التركية إلى توقيع وزارتي الخارجية التركية والبوركينابية على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البروتوكول ومذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية التشاور السياسي في إطار الزيارة.

واتفق الجانبان بحسب مصادر الخارجية التركية، على عقد مشاورات سياسية بالعاصمة أنقرة، لبحث كافة جوانب العلاقات بين البلدين خلال وقت لاحق من هذا العام.

وتسعى تركيا لتعزيز نفوذها في أفريقيا وتنويع شركائها والاستفادة من الفرص الاقتصادية في أفريقيا، بالإضافة إلى لعب دور فاعل في القضايا الإقليمية، لكنها تواجه منافسة من قوى دولية أخرى لها تاريخ طويل من النفوذ في القارة، بالإضافة إلى التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها بعض دول المنطقة.

وتقدم أنقرة مساعدات إنسانية وتشارك في مشاريع تنموية في مختلف أنحاء أفريقيا، مستغلة الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، كما عملت على تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع عدة بلدان بما في ذلك التدريب وتقديم المعدات.

وتبدو تركيا مصممة على منافسة النفوذ الروسي المتنامي في الساحل الافريقي، معتمدة على خبرتها في بناء شراكات قوية ومستدامة، وتقديم مساهمات حقيقية في التنمية والاستقرار في المنطقة، والتغلب على التحديات القائمة.