تركيا والجزائر تعززان علاقات التعاون بـ12 اتفاقية

الرئيس الجزائري يؤكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي ضرورة محاكمة المسؤولين عن الإبادة في غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

الجزائر - توّجت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر الثلاثاء بالتوقيع على نحو 12 اتفاقية في العديد من القطاعات بما يرفع مستوى العلاقات إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بينما تحتاج إلى توسيع منافذها في أكثر من منطقة لتنفيس أزمتها الاقتصادية فيما ترغب بشدة في ايجاد موطئ قدم ثابت في منقة المغرب العربي بعد أن رسخت أقدامها في ليبيا بعد تدخل عسكري في 2019 دعما لحكومة الوفاق الوطني السابقة التي كانت واجهة سياسية لجماعة الاخوان المسلمين.

وتكلّل الاجتماع الثاني لمجلس التعاون التركي الجزائري رفيع المستوى بالتوقيع على 12 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات من بينها التجارة والتعليم والثقافة والسينما والبيئة والعلوم ووقع أردوغان وتبون على البيان المشترك في حفل خاص.

وحول العلاقات بين تركيا والجزائر أشار أردوغان إلى أن المحادثات والمشاورات بين البلدين في السنوات الثلاث الأخيرة، "أسفرت وما زالت تسفر عن نتائج جيدة".
ولفت الرئيس التركي إلى قرار تأسيس مجلس التعاون رفيع المستوى خلال زيارته السابقة للجزائر عام 2020 وانعقاد الاجتماع الأول للمجلس السنة الفائتة في العاصمة أنقرة.
وذكر أن المجلس أعيدت تسميته ليصبح "مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى" وذلك بإضافة وصف "الاستراتيجي"، مضيفا "هذا القرار مؤشر على المستوى الذي وصلت إليه علاقاتنا والرؤية الاستراتيجية التي تغذيها".
وتطرق أردوغان إلى التجارة الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى تحقيق رقم قياسي العام المنصرم في حجم التبادل التجاري الذي بلغ 5.3 مليارات دولار.
واستطرد "نتوقع أن يصل حجم تبادلنا التجاري إلى 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام الجاري ونأمل أن نصل إلى حجم التجارة البالغ 10 مليارات دولار الذي حددناه مع أخي تبون، في وقت قصير من خلال تعزيز جهودنا".
وعبر أردوغان عن اعتزازه بأن الشركات التركية هي أكبر المستثمرين وموفري فرص العمل في القطاعات غير الهيدروكربونية في الجزائر، مشيرا إلى قيامهم بتعزيز الأساس التعاقدي لعلاقاتهم الثنائية من خلال 13 اتفاقية وقعوها مع الجزائر في مختلف المجالات.
وأضاف "سنواصل بذل الجهود في الفترة المقبلة بشأن الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها في جميع جوانب علاقاتنا، من التجارة وصولا إلى الطاقة، ومن البيئة إلى الثقافة".

وتأتي زيارة أردوغان للجزائر في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بينما لم يصدر عن البلدين أي خطوات عملية للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني على عكس العديد من الدول العربية الأخرى.

وأكد الرئيس التركي خلال مؤتمر مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون في العاصمة الجزائر رفض بلاده الهجمات الإسرائيلية في غزة والتي تحولت إلى "عقاب جماعي".
وقال "لا نقبل بأي شكل من الأشكال الهجمات الإسرائيلية التي تحولت إلى عقاب جماعي وباتت تشكل جريمة حرب".
وأوضح أن "تهجير الناس واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس والأماكن التي ينبغي أن تكون محمية، هو همجية وانعدام للضمير"، متابعا  "أولويتنا في غزة هي التوصل لوقف إطلاق نار دائم وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وأشار إلى أنه "لا مفر من تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وسنواصل فعل ما بوسعنا في هذا الاتجاه".
وبيّن أنه "لا يمكن تأسيس استقرار وسلام دائم في المنطقة دون التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية".
وحول الاتفاق المرتقب لتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، لفت أردوغان أن وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات التركيين يتابعان الأمر بشكل مشترك مع قطر. وأردف "نتمنى تحقيق نتائج بأقرب وقت في تبادل الأسرى".

بدوره قال الرئيس الجزائري إنه أكد مع نظيره التركي ضرورة محاكمة المسؤولين عن "الإبادة" في قطاع غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف "جددنا التأكيد على استنكار سياسة القمع الممنهجة وجرائم الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها الكيان الصهيوني".
وتابع "أكدنا على ضرورة أن تقترن الإدانة والاستنكار بتحرك عاجل مع بعض لوقف التوسع الاستيطاني وردع إرهاب المستوطنين الممارس ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة ويقود إلى محاسبة المسؤولين عن الإبادة بالقطاع أمام الجنائية الدولية".

ويرى مراقبون أن زيارة أردوغان الذي يتهم الغرب بالصمت حيال جرائم إسرائيل قد تربك تبون الذي يتفادى إثارة غضب الدول الأوروبية، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تزويد أوروبا بإمدادات الطاقة مستثمرة أزمة الغاز الروسي.