تصعيد تجاري غير مسبوق بين أميركا والاتحاد الأوروبي

بعد فرض سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي غرامة مالية قاسية على شركة غوغل الأميركية، يدرس محكمون في منظمة التجارة العالمية فرض عقوبات بمليارات الدولارات على ايرباص الأوروبية لصناعة الطائرات بتهم الحصول على دعم حكومي غير مشروع أضر بشركة بوينغ الأميركية.

ترامب يحمل بشدة على بروكسل لفرضها غرامة قاسية على غوغل
واشنطن تطالب بفرض عقوبات بمليارات الدولارات على منتجات أوروبية
بوينغ تطالب ايرباص بتعويضات عن خسائر تكبدتها في نزاعا طويل الأمد

جنيف - يدرس محكمون في منظمة التجارة العالمية طلبا أميركيا بفرض عقوبات بمليارات الدولارات على منتجات أوروبية بعد حكم نهائي للمنظمة خلص إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم دعما لشركة ايرباص في مخالفة للقانون.

ويستهدف الطلب تعويض الخسائر التي تكبدتها بوينغ المنافسة في نزاع طويل الأمد بشأن مزاعم الدعم غير الشرعي لشركات صناعة الطائرات ومن المتوقع أن يؤجج التوترات التجارية المتصاعدة عبر الأطلسي.

ويأتي ذلك بينما صرحت المفوضة التجارية بالاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم في بروكسل أنها كانت تأمل في أن تساهم بعثة الاتحاد الأوروبي في واشنطن في تخفيف نزاع تجاري يتصل بالصلب والألومنيوم، لكن الاتحاد يعد قائمة بالواردات الأميركية التي ستكون مستهدفة إذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي.

وقالت منظمة التجارة في وثيقة منشورة اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة قدمت الطلب يوم الجمعة الماضية كي يقوم ثلاثة قضاة بتحديد مستوى العقوبات المضادة.

ولم تذكر الوثيقة حجم العقوبات التي تطالب واشنطن بفرضها. ومن المتوقع أن تستغرق عملية التحكيم في منظمة التجارة العالمية نحو عام.

وكان الكيان المختص بنظر الالتماسات المقدمة لمنظمة التجارة خلص في 15 مايو/أيار إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يوقف قروض التنمية المدعومة حكوميا لدعم مشروع أكبر طائرة ركاب في العالم من طراز ايرباص ايه380، وأحدث طائرة عريضة البدن في أوروبا، ايه350، مما تسبب في خسائر لبوينغ والعاملين في قطاع صناعة الطائرات الأميركي.

وهذا هو القرار الأول من بين قرارين مهمين متوقعين في العام الحالي يتعلقان بدعم صناعة طائرات.

ويخوض الاتحاد الأوروبي نزاعا موازيا طويل الأمد مع الولايات المتحدة بشأن دعم محظور يقول إن واشنطن تقدمه لبوينغ. وقالت مالمستروم إنها تريد صدور هذا الحكم أيضا قبل البدء في أي مفاوضات.

وإلى جانب هذا النزاع، يخوض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نزاعا تجاريا على خلفية رسوم جمركية فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات بلاده من الصلب والالمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي فيما يدرس توسيع تلك الرسوم لتشمل سلعا أوروبية أخرى.

وردت بروكسل بفرض إجراءات مماثلة، في الوقت الذي تنذر فيه الخلافات التجارية بتصاعد التوتر القائم أصلا بين واشنطن وبروكسل.

وفي قضية أخرى زادت أيضا من حدة التوتر بين الطرفين، فرضت سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي الأربعاء غرامة قياسية قدرها 4.34 مليار يورو (خمسة مليارات دولار) على غوغل، لاستخدام نظامها أندرويد لتشغيل الهاتف المحمول على نحو يضر منافسيها.

وتبلغ الغرامة نحو ضعفي غرامة سابقة قدرها 2.4 مليار يورو فُرضت على شركة التكنولوجيا الأميركية العام الماضي بشأن خدمتها للتسوق عبر الإنترنت.

وتمثل الغرامة ما يزيد قليلا عن إيرادات ألفابت الشركة الأم لغوغل في أسبوعين ولن تضغط بشكل يذكر على احتياطياتها النقدية البالغة 102.9 مليار دولار، لكنها يمكن أن تضيف إلى حرب تجارية تختمر بين بروكسل وواشنطن.

وحمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس على الاتحاد الأوروبي بسبب فرضه غرامة ضخمة على شركة غوغل بتهمة الاحتكار في استخدام أنظمة أندرويد الخاصة بالهواتف والألواح المحمولة.

وقال ترامب في تغريدة "الاتحاد الأوروبي فرض غرامة بخمسة مليارات دولار على إحدى أكبر شركاتنا هي غوغل. لقد استغلوا فعلا الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يستمر".

وفرض الاتحاد الأوروبي الأربعاء غرامة قياسية بقيمة 4.3 مليار يورو على شركة غوغل بتهمة الاحتكار في ملف نظام أندرويد.

واتهم الاتحاد الشركة باستغلال نظام التشغيل الخاص بها للهواتف الذكية والمستخدم من 80 بالمئة من أجهزة الهواتف الذكية والألواح في أوروبا من أجل تكريس تفوق محركها للبحث على الإنترنت.

وقالت المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة مارغريت فيستاغر في بروكسل "لجأت غوغل إلى ممارسات غير مشروعة لترسيخ موقعها المهيمن في مجال البحث على الانترنت".

وجاء القرار على خلفية أجواء متوترة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وخلافات محورها حلف شمال الأطلسي والتجارة العالمية.

وسيلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الرئيس الأميركي في واشنطن في 25 يوليو/تموز بهدف محاولة حل هذه الخلافات.

وكان ترامب اعتبر أن الاتحاد الأوروبي "عدو" للولايات المتحدة على الصعيد التجاري.

وبعيد إعلان المفوضية، قالت المجموعة العملاقة للانترنت في بيان إنها ستستأنف القرار.