تصعيد متبادل يقرب واشنطن وبكين من قطيعة دبلوماسية

الولايات المتحدة تمهل القنصلية الصينية العامة في هيوستن بغلق أبوابها في إجراء أدانته الصين وهددت بردّ حازم يشمل قرارا مماثلا للقرار الأميركي.
توتر خطير يهدد العلاقات بين واشنطن وبكين
واشنطن تتهم الصين بتهديد الملكية الفكرية والتجارية
الصين تتهم أميركا بمضايقة دبلوماسيين وطلبتها

بكين - دخل التصعيد بين بكين وواشنطن على خلفية أكثر من ملف خلافي بين القوتين العالميتين، مرحلة خطيرة قد تصل إلى القطيعة الدبلوماسية، فبعد أن دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الثلاثاء من لندن لتشكيل جبهة عالمية موحدة لمواجهة ممارسات الصين التي وصفها بأنها مخالفة للقوانين والأعراف الدولية، أمهلت الولايات المتحدة الأربعاء القنصلية الصينية في هيوستن 3 أيام لإغلاق أبوابها.

وتوعدت الصين في المقابل برد صارم. وقال مصدر مطلع إن بكين تدرس من جانبها إصدار أوامر بإغلاق القنصلية الأميركية في ووهان بوسط الصين.

وطلبت واشنطن إغلاق القنصلية بدعوى الحاجة لحماية الملكية الفكرية والمعلومات الخاصة الأميركية في منعطف حاد جديد في العلاقات التي تزداد توترا منذ بداية العام بعد ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان في نهاية العام الماضي.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية الإغلاق الوشيك للقنصلية في هيوستن بعدما أوردت وزارة الخارجية الصينية أنها تبلغت بهذا الإغلاق.

كان لهذه الأخبار وقع صادم على الأسواق المالية فتولدت عنها نوبة مخاوف من المخاطرة في تداول الأسهم الأوروبية.

وقالت مورغان أورتيجوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء في بيان "وجهنا بإغلاق القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في هيوستن من أجل حماية الملكية الفكرية الأميركية والمعلومات الخاصة".

وأضافت "لن تسمح الولايات المتحدة بانتهاك جمهورية الصين الشعبية لسيادتنا وترهيبها لشعبنا، مثلما لا نتسامح مع ممارساتها التجارية الجائرة وسرقة الوظائف الأميركية وغيرها من التصرفات الشنيعة".

واندلع الصدام مؤخرا بين البلدين حول موضوعات التجارة والتكنولوجيا وقانون الأمن القومي الذي فرضته الصين على هونغ كونغ ومطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي.

ونددت الصين بالخطوة الأميركية واصفة إياها بأنها تصعيد. وقال مصدر مطلع على الأمر بشكل مباشر إن بكين تدرس إصدار أمر بإغلاق القنصلية الأميركية في ووهان بوسط الصين والتي سحبت وزارة الخارجية الأميركية منها الموظفين وأسرهم في وقت سابق من العام في ظل جائحة فيروس كورونا.

وأحالت السفارة الأميركية في بكين تساؤلا عن الأمر إلى وزارة الخارجية. وقالت السفارة الشهر الماضي إن الولايات المتحدة ستستأنف العمل قريبا في قنصلية ووهان.

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين قال في مؤتمر صحفي اعتيادي "إن إغلاق القنصلية العامة الصينية في خطوة من جانب واحد في هيوستن في غضون فترة زمنية قصيرة هو تصعيد غير مسبوق في إجراءاتها الأخيرة ضد الصين".

وأضاف "نحث الولايات المتحدة على إلغاء هذا القرار الخاطئ فورا. وإذا أصرت على المضي في هذا المسار غير السليم، فسترد الصين بإجراءات مضادة صارمة".

وقال وانغ إن الحكومة الأميركية تضايق الدبلوماسيين الصينيين والموظفين في القنصلية منذ فترة من الوقت علاوة على "ترهيب الطلاب الصينيين واستجوابهم ومصادرة أجهزتهم الإلكترونية الشخصية بل واحتجازهم".

واتهم الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون بعثات دبلوماسية للصين بما يشمل اعتراض حقائب دبلوماسية ومصادرة أشياء صينية "لاستخدام رسمي". ولم يحدد ما إذا كان لهذه الإجراءات صلة بقنصلية هيوستن.

وأضاف أن العمل مستمر بشكل طبيعي في القنصلية لكنه لم يرد على تقارير وردت في وسائل إعلام محلية في هيوستن مساء الثلاثاء حول إحراق وثائق في فناء القنصلية.

ونقلت محطة تلفزيون تابعة لشبكة 'إيه.بي.سي' عن صامويل بينا رئيس إدارة الإطفاء في هيوستن قوله "يبدو أنه إحراق داخل حاوية في فناء مبنى القنصلية الصينية. لا يبدو أنه حريق غير محكوم.. لكن لم يسمح لنا بالدخول. نقف بالخارج ونتابع الأمر".

وقالت شرطة هيوستن لقناة فوكس 26 إن طاقم القنصلية يحرق وثائق بعد طرده من المقر اعتبارا من يوم الجمعة.

واتهمت وزارة العدل الأميركية أمس الثلاثاء مواطنين صينيين بشن حملة تجسس إلكتروني على مدى عشر سنوات سرقا خلالها معلومات عن تصميمات أسلحة ومعلومات عن أدوية وبرمجيات بالإضافة إلى بيانات شخصية.