تعاقب أكثر من مسؤول على رأس البنتاغون يثير قلق الناتو

الرئيس التركي يدعو الدول الأعضاء في حلف الناتو لعدم تبادل فرض العقوبات، في إشارة إلى الإجراءات التي توعدت بها واشنطن في حال شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية.

واشنطن تسعى جاهدة لطمأنة الحلفاء الأوروبيين في الناتو
ترامب يتهم ألمانيا بأنها شريك "مقصّر" داخل الناتو

بروكسل - خيم القلق على اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل تعاقب أكثر من وزير أميركي على رأس البنتاغون وعلى ضوء الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على أعضاء في الحلف خاصة على ألمانيا وتركيا.

لكن وزير الدفاع الأميركي الجديد بالوكالة مارك اسبر سعى اليوم الأربعاء جاهدا لطمأنة الشركاء الأوروبيين في الحلف، مؤكدا على أن واشنطن لن تتخلى عن التزاماتها إزاء الناتو.

وتبدي الدول الأوروبية قلقها من تعاقب المسؤولين على رأس البنتاغون منذ أقال الرئيس ترامب وزير دفاعه جيم ماتيس وسط خلافات على الانتشار العسكري الأميركي في سوريا والمنطقة.

وقال اسبر فور وصوله إلى مقرّ الحلف في بروكسل حيث كان في استقباله أمينه العام ينس ستولتنبرغ "تمسكت بالمجيء (للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع الحلف) للقول إنّ تسميتي في المنصب لا تشمل أي تغيير في مهمة ولا في أولويات ولا في التزام الولايات المتحدة تجاه الحلف".

وذكّر مارك اسبر (55 عاما) الآتي من المؤسسة العسكرية مثل جايمس ماتيس، بأنّه خدم في إيطاليا حيث شارك في عدّة تدريبات لحلف شمال الأطلسي ولم يقطع العلاقات مع الحلف إثر عودته إلى البنتاغون حيث كان أحد مساعدي سلفه باتريك شاناهان. كما ذكّر بأنّه شارك في عمليات حرب الخليج الأولى في العام 1991.

وكانت إقالة جيم ماتيس أثارت قلق الحلفاء وتفاقم الشعور إثر تكرار التسميات على رأس البنتاغون، في ظل عدم توقف الرئيس دونالد ترامب عن توجيه انتقاداته للأوروبيين.

وفي موقف جديد صدر الأربعاء، اتهم الرئيس الأميركي ألمانيا بأنها شريك "مقصّر" داخل الحلف وذلك قبل ساعات من توجّهه إلى قمة مجموعة العشرين في مدينة اوساكا اليابانية حيث سيلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وقال في مقابلة مع فوكس بيزنس "ألمانيا تدفع مليارات الدولارات للحصول على الطاقة. يمنحون روسيا مليارات الدولارات (ورغم ذلك) يفترض بنا أن نحمي ألمانيا". وكان ترامب وجّه اتهامات مماثلة خلال قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في يوليو/تموز 2018.

وسعى أمين عام الحلف إلى تهدئة الأجواء عبر التشديد على زيادة الموازنات العسكرية للحلفاء الأوروبيين.

وتظهر أرقام العام الجاري تقدما بنسبة 3.9 بالمئة لمجمل الحلفاء الأوروبيين وكندا، ما يعني ارتفاعا بـ41 مليار دولار، وفق ما قال ستولتنبرغ أمام مارك إسبر.

وخصصت ست دول هي اليونان وليتوانيا ورومانيا وبولندا والمملكة المتحدة 2 بالمئة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي للنفقات الدفاعية في 2019. ووصلت ليتوانيا بحسب معطيات حلف شمال الأطلسي إلى 1.98 بالمئة.

والتزمت فرنسا (1.84 بالمئة) ببلوغ عتبة 2 بالمئة في عام 2025. أما ألمانيا التي تعتبر الاقتصاد الأوروبي الأول، فتبقى متخلفة بـ1.36 بالمئة.

وعلّق ممثل دولة كبيرة بأنّ "زيادة موازنات الدفاع حاجة واضحة في ظل ظرف جيوسياسي صعب، لكن على كل منا التقدّم وفقا لوتيرته. يجب عدم تقسيم الحلفاء حول هذه المسألة".

ومن المتوقع إثارة مسألة النفقات الدفاعية الخميس في ثاني أيام الاجتماع الوزاري في بروكسل.

والتقى إسبر الأربعاء نظيره التركي خلوصي أكار وكرر له تحذير واشنطن من شراء أنقرة لنظام اس-400 الصاروخي الروسي. ووصف جوناثان هوفمان متحدثا باسم البنتاغون الاجتماع بأنه كان "صريحا وشفافا".

وأوضح المتحدث أن اسبر كرر لنظيره التركي أن شراء تركيا للصواريخ الروسية لا ينسجم مع برنامج مقاتلات اف-35 وأنه لن يسمح لتركيا بأن تحصل على النظامين.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة الأربعاء أن على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ألا تتبادل فرض العقوبات، في إشارة إلى الإجراءات التي توعدت بها واشنطن في حال شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية.