تعرض دورية لليونيفيل لاعتداء في جنوب لبنان

نواف سلام يكشف نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في الجنوب في إطار الجهود لاستعادة سيادة الدولة وفرض الاستقرار.

بيروت - أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الثلاثاء تعرض إحدى دورياتها للرشق بالحجارة من قبل سكان قرية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن "استمرار استهداف" قواتها "غير مقبول" فيما يعتقد أن الهجمات يقودها عدد من أنصار حزب الله.
وقوة اليونيفيل، هي أحد الأعضاء الخمسة في لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية أميركية فرنسية، وأنهى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، أعقبت نحو عام من تبادل القصف بين الطرفين.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تزايدا في وتيرة الحوادث المماثلة بين السكان ودوريات الأمم المتحدة في مناطق يتواجد فيها مناصرون لحزب الله.
وقالت القوة الدولية في بيان ان "مجموعة من الأفراد بملابس مدنية في محيط (قرية) الحلّوسية التحتا، جنوب لبنان"، عرقلت دورية تابعه لها "باستخدام وسائل عدوانية، بما في ذلك رشق جنود حفظ السلام بالحجارة". وأضافت "لحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات".
وأشار البيان إلى أن الجيش اللبناني بُلغ على الفور، ووصل إلى موقع الحادث، وواصلت الدورية عملها بعد أن "تمت السيطرة على الوضع بسرعة".

تمت السيطرة على الوضع بسرعة

وتعليقا على الحادثة أبدى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الثلاثاء، "حرصه على الجهد الفرنسي لمؤازرة لبنان بالتصدي للمؤامرة التي تحاك على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) للنيل منها ومن لبنان وجنوبه"  وذلك خلال استقبال بري الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماجرو، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئيس مجلس النواب .
وكانت اليونيفيل أعلنت في أيار/مايو أن الجيش اللبناني، أعاد بدعم من قواتها، انتشاره في أكثر من 120 موقعا دائما جنوب نهر الليطاني. وقالت إن جنودها عثروا على "أكثر من 225 مخبأً للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني".
وجددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة الثلاثاء على ضرورة ضمان "حريّة الحركة" لقوات اليونفيل وعملها "باستقلالية وحيادية".
وشددت أنه "من غير المقبول استمرار استهداف جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل" داعية السلطات اللبنانية إلى "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أداء قوات حفظ السلام التابعة لها".
وفي ديسمبر/كانون الاول 2022، قُتل جندي إيرلندي من قوات حفظ السلام في هجوم استهدف آليته في الجنوب، وأوقف حزب الله المشتبه به وسلمه للسلطات حيث بقي موقوفاً لنحو عام.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يفترض أن ينسحب حزب الله، الذي أُنهك في الحرب مع إسرائيل، من جنوب نهر الليطاني، وأن يفكك كل البنى التحتية العسكرية المتبقية في المنطقة. ويقضي الاتفاق بأن تنتشر فيها فقط قوات حفظ السلام والجيش اللبناني.
ورغم الاتفاق، لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل خمس نقاط حدودية، وتواصل تنفيذ ضربات تقول إنها تستهدف مواقع أو عناصر تابعة لحزب الله.
وتنتشر قوة اليونيفيل منذ العام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان وإسرائيل. وتضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو خمسين دولة.
وكشف رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الثلاثاء، عن نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في الجنوب، وأكد أن "الوقت حان لبناء الدولة واستعادة السيادة وضمان الأمن على كافة أراضي البلاد".
وقال سلام خلال مؤتمر "إعادة بناء لبنان: إطار الاستثمار وفرص الأعمال" الذي انعقد في بيروت، إن "الهجمات الإسرائيلية دمرّت البنى التحتيّة وأثّرت على حياة اللبنانيين والشعب صمد بثبات وإصرار كما صمدت الشركات والمؤسسات رغم الانهيار".
واعتبر أن "الوقت حان لبناء الدولة وأعمدة رؤية حكومتي هي استعادة السيادة وضمان الأمن والاستقرار على كل مساحة الأراضي اللبنانية".
وأكد العمل على "إعادة السيطرة على كل نقاط الدخول والخروج من لبنان وخصوصًا مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وسنعمل على فتح مطار القليعات (شمال)".
وأضاف "لقد نزعنا السلاح من أكثر من 500 مخزن سلاح في الجنوب وعزّزنا الأمن في مطار بيروت" متابعا "نعمل مع القنوات الدبلوماسية لتوقف إسرائيل هجماتها على لبنان وتنسحب من النقاط الخمس".