تعنت نتنياهو في مفاوضات تبادل الرهائن توتر العلاقة مع الوسطاء

رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد أن دور قطر كوسيط في الحرب الدائرة في غزة إشكالي منتقدا تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأميركي في الدوحة.
قطر تتهم نتنياهو بعرقلة جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة
الدوحة تؤكد أن على نتنياهو عدم الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع واشنطن
السيسي يرفض الرد على مكالمة من نتنياهو وسط تحذيرات مصرية من احتلال ممر فيلادلفيا
عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم نتنياهو بتعريض حياة الرهائن للخطر بسبب انتقاد قطر

الدوحة - استنكرت قطر بشدة مساء الأربعاء تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر فيها أن دور الإمارة كوسيط في النزاع الحالي في غزة "إشكالي"، بحسب ما نقلت عنه قناة إسرائيلية فيما يأتي ذلك وسط حديث عن رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرد على مكالمات رئيس الوزراء بينما تضع تل أبيب عراقيل امام إمكانية التوصل لاتفاق بشأن صفقة الرهائن مؤكدة سعيها للقضاء على حركة حماس والسيطرة الأمنية على القطاع.
وخلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات رهائن إسرائيليين في غزة، شكك نتانياهو في قطر التي توسطت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في هدنة لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر أتاحت خصوصا إطلاق سراح حوالي مئة رهينة من غزة.
وقال نتانياهو للعائلات "لا تنتظروا مني أن أشكر قطر التي لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، بل إنها أكثر إشكالية. ليس لدي أي أوهام بشأنها"، بحسب تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية.
وأضاف "إنهم (قطر) لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها"، معربا عن "غضبه الشديد" من قرار واشنطن تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأميركي في هذا الدولة الخليجية مدة عشر سنوات إضافية.
وتعليقا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في منشور على منصة إكس "نستنكر بشدة التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تقارير إعلامية مختلفة حول الوساطة القطرية. في حال أثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء".
وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حاليا التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تتيح الإفراج عن أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.

وتابع الأنصاري "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح"، مضيفا أن على نتانياهو عدم "الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".
وتعقيبا على بيان الأنصاري اتهم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الدوحة "بدعم وتمويل الإرهاب" فيما طالب نواب ومسؤولون سابقون بتصفية الحساب مع الدوحة بعد انتهاء الحرب.

من جانبه قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن أن الأولوية في هذه المرحلة من الحرب الجارية ضد قطاع غزة هي "إنهائها ومنع توسعها" وذلك في تصريحات أثناء استقباله نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في مكتبه بالديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية على موقعها الإلكتروني.
وقال الوزير القطري إن "الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون لإنهاء الحرب في غزة ومنع توسعها، ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي" مشددا على "ضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية من أجل خفض التصعيد في المنطقة".

ومن جانب اخر اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين مكتب رئاسة الوزراء بالمسؤولية عن تسريب معلومات عن مهاجمة نتنياهو لقطر مطالبة أعضاء مجلس الوزراء بوقف "الجنون" والتصرف بمسؤولية لإنقاذ حياة 136 إسرائيليا.
وتستضيف قطر مقر القيادة المتقدم للجيش الأميركي في الشرق الأوسط (سنتكوم) في قاعدة العديد العسكرية وتسمح لسفن البحرية الأميركية التي تقوم بدوريات في منطقة الخليج بالرسو بانتظام.
كما تستضيف الإمارة القيادة السياسية لحركة حماس الفلسطينية ومنحت مساعدات بمئات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة لسكان قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس منذ عام 2007.
وتثير علاقة الدوحة ببعض التنظيمات والفصائل جدلا واسعا في المنطقة والعالم فيما يرى مراقبون ان السلطات القطرية تستخدمهم كورقة لتعزيز النفوذ.

وتشهد العلاقات المصرية الاسرائيلية توترا كذلك حيث قالت القناة "13" العبرية مساء الأربعاء إن  السيسي رفض تلقي اتصال هاتفي من نتنياهو.
ونقلت القناة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين -لم تسمهما- قولهما إن "مكتب نتنياهو، تقدم عبر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بطلب للجانب المصري لتنسيق مكالمة هاتفية مع السيسي، لكن لم تتم الاستجابة للطلب".
وآخر محادثة بين الطرفين جرت في 6 يونيو/حزيران الماضي، بعد الهجوم على الحدود المصرية - الإسرائيلية، والذي اتهم فيه جندي مصري "بقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل مقتله"، بحسب المصدر ذاته.
وأضافت القناة أن الرفض المصري للمكالمة يأتي "في ظل خلافات في الرأي مع مصر، حول تحرك عسكري إسرائيلي محتمل في محور فيلادلفيا ورفح" موضحة أن "مسؤولا في مكتب نتنياهو (لم تسمه) أكد هذه التفاصيل".
وتابعت "قبل أيام زار وفد برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون حاليفا، مصر للتباحث بشأن محور فيلادلفيا، كما زار منسق عمليات الحكومة في المناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان، القاهرة عدة مرات في الآونة الأخيرة".
ولم يصدر تعقيب رسمي من مكتب نتنياهو أو الجانب المصري على ما ورد في تقرير القناة حتى الساعة 19:35 (ت.غ).
وفي وقت سابق الأربعاء أكد الرئيس المصري في كلمة ألقاها خلال احتفال بالذكرى 72 لعيد الشرطة، أن معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة "مفتوح على مدار 24 ساعة"، متهما إسرائيل بـ"عرقلة دخول المساعدات للقطاع".
والإثنين، قال ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية، في بيان إن "أي تحرك إسرائيلي في اتجاه احتلال ممر فيلادلفيا أو صلاح الدين في قطاع غزة "سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية، وإن إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية، أن مسؤولين إسرائيليين رسميين أبلغوا مصر، أنهم يخططون لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة محور فيلادلفيا، وهي المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.