تفاهم عراقي تركي على الدفع بمشروع طريق التنمية ومحاربة الإرهاب

نيويورك - بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأربعاء، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العلاقات بين البلدين، خاصة ما يتعلق بشأن طريق التنمية الذي تبنته بغداد، وملف مكافحة الإرهاب على الحدود بين البلدين.

‏وأوضح السوداني أهمية العمل والتنسيق المشترك بشأن مشروع طريق العراق للتنمية، ومتابعة مخرجات الاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة.

ويعد طريق التنمية من أولويات حكومة السوداني، وتشارك فيه مجموعة دول في المنطقة، من ضمنها تركيا التي أكد رئيسها في وقت سابق ضرورة دعمه.

وأشرف السوداني وأردوغان على توقيع مذكرة تفاهم رباعية إلى جانب كل من الإمارات وقطر للتعاون في تنفيذ مشروع "طريق التنمية"، الذي يبدأ من ميناء الفاو الكبير، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق في أبريل/نيسان الماضي.

وأشار بيان لمكتب السوداني إلى أن اللقاء الذي جمعهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض نتائج اجتماعات اللجان المشكلة بين البلدين لتنفيذ مذكرات التفاهم المبرمة خلال تلك الزيارة.

بدوره، أشار أردوغان لدعم تركيا لتنمية الشراكة الاقتصادية مع العراق، وفي مجال مكافحة الإرهاب، والإسهام في مشاريع طريق التنمية، وفق مبادئ حسن الجوار والنوايا الحسنة في التعامل بين البلدين الجارين. وتطرق خلال حديثه إلى الخطوات المتبادلة في تسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين، وفرص التعاون في مجال الطاقة، وفق البيان.

وبحسب الحكومة العراقية سيتضمن المشروع، إضافة إلى الميناء، طرقا سريعة وسكك حديد وخطوطا لنقل الطاقة تمتد من أقصى الجنوب العراقي وصولا إلى الحدود العراقية التركية في فيشخابور، بتكلفة تبلغ 17 مليار دولار، على أن يتم إنجاز المشروع على ثلاث مراحل تنتهي الأولى عام 2028، والثانية عام 2033، والثالثة عام 2050.

ويرى الباحث العراقي صفاء خلف أن الحكومات العراقية المتعاقبة على حكم البلاد منذ عام 2010 حاولت استخدام المشروع "للتسويق لإنجاز ما للشعب العراقي"، الذي يعلق آمالا كبيرة على مشروع الميناء والطريق البري.

بدوره أشار الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حمزة حداد إلى وجود ما يبدو إجماعا سياسيا على أهمية المشروع للعراق، الذي "عمل عليه جميع رؤساء الوزراء الذين مروا على البلاد منذ انطلاقته بشكل أو بآخر."

وأضاف أن حكومة السوداني "اختارت مشروع طريق التنمية ليكون العنوان الأبرز لها، وليمثل إرثها السياسي"، ولذا فهي "تدفع جديا" نحو إتمامه على الأرض، مشيرا إلى إن العراق بدأ يعرف شيئا من الاستقرار قد يسمح بإنجاز المشروع.

ونقلت "بي.بي.سي" عن خبير الشؤون العراقية في مركز دراسات الشرق الأوسط في أنقرة، الدكتور بلجاي دومان، قوله أن الاهتمام التركي بالمشروع العراقي يأتي ضمن إطار أوسع من تغير أولويات السياسة الخارجية التركية التي باتت تركز على التعاون مع دول الإقليم ونبذ الخلافات.

وشدد دومان أن التباحث التركي العراقي بشأن المشروع بدأ قبل الإعلان عن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مشيرا إلى أن "المشروع هو في الأساس مشروع عراقي، وبالتالي ما حدث هو أن العراق بات كثر انفتاحا على المشاركة التركية في المشروع، وهو ما رأيناه خلال الزيارة التي أجراها السوداني إلى تركيا في مارس/ آذار من العام الماضي".

وأبلغ السوداني أردوغان بنهج حكومته الساعي لتصفير الملفات العالقة، وحل الأوضاع في ما يخص الحدود المشتركة وفق الآلية التي جرى بها تأمين الحدود مع إيران، كما أبلغه بأن بغداد لن تسمح باتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء أو تهديد أي من دول الجوار، وفقا للبيان.

ويعتبر ملف حزب العمال الكردستاني "بي.كي.كي" المحظور في العراق، من أكثر الملفات التي تُبحث بين بغداد، وأنقرة التي تعتبر وجود مقاتلي الحزب على حدود العراق الشمالية، مصدر تهديد لأمنها.

وتناول السوداني وأردوغان تطورات الأوضاع في المنطقة، والمخاطر التي تهددها بسبب مواصلة وسط استمرار الحرب في غزة والتصعيد بين حزب الله وإسرائيل الذي يهدد باندلاع حرب شاملة في المنطقة.